للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وصول ورد بن منير البطريق الخارج على ملك الروم الى ديار بكر والقبض عليه)

كان أرمانوس ملك الروم لما توفي خلّف ولدين صغيرين ملكا بعده، وكان نقفور وهو يومئذ الدمستق غائبا ببلاد الشام، وكان نكاء فيها، فلمّا عاد حمله الجند وأهل الدولة على النيابة عن الولدين فامتنع. ثم أجاب وأقام بدولة الولدين وتزوّج أمّهما ولبس التاج، ثم استوحشت منه فراسلت ابن الشمسيق [١] في قتله، وبيّته في عشرة من أصحابه فقتلوا نقفور واستولى ابن الشمسيق على الأمر، واستولى على الأولاد وعلى ابنه ورديس واعتقلهم في بعض القلاع، وسار في أعمال الشام فعاث فيها وحاصر طرابلس فامتنعت عليه. وكان لوالد الملك أخ خصي [٢] وهو الوزير يومئذ فوضع عليه من سقاه السمّ، وأحسّ به فأسرع العود إلى القسطنطينية ومات في طريقه، وكان ورد بن منير من عظماء البطارقة فطمع في الملك، وكاتب أبا ثعلب بن حمدان عند خروجه بين يدي عضد الدولة وظاهره، واستجاش بالمسلمين بالثغور وساروا إليه وقصد القسطنطينية، وبرزت إليه عساكر الملكين فهزمهم مرّة بعد أخرى، فأطلق الملكان ورديس بن لاوون وبعثاه في العساكر لقتال ورد فهزمهم بعد حروب صعبة، ولحق ورد ببلاد الإسلام ونزل ميّافارقين، وبعث أخاه إلى عضد الدولة ببذل الطاعة وبطلب النصرة. وبعث إليه ملك [٣] الروم واستمالاه فجنح إليهما، وكتب إلى عامله بميّافارقين بالقبض على ورد وأصحابه، فيئسوا منه، وتسلّلوا عنه، فبعث أبو عليّ الغنمي [٤] عنه إلى داره للحديث معه، ثم قبض عليه وعلى ولده وأخيه وجماعة من أصحابه، واعتقلهم بميّافارقين، ثم بعث بهم إلى بغداد فحبسوا بها.


[١] ابن الشمشقيق: ابن الأثير ج ٨ ص ٧٠٣ وقد مرّ معنا في مكان سابق من هذا الكتاب.
[٢] هو خال الملكين اي شقيق والدتهما الملكة. كما عند ابن الأثير ج ٨ ص ٧٠٣.
[٣] حسب مقتضى السياق: ملكا الروم.
[٤] ابو علي التميمي: ابن الأثير ج ٨ ص ٧٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>