للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرب المعقل. كانوا هنالك قبلة تازى لذمّة صحابة كانت بينه وبين شيخهم أحمد ابن عبّو فنزل عليه متذمّما به، فخادعه وبعث بخبره إلى السلطان، فجهّز إليه عسكرا مع المزوار عبد الواحد بن محمد بن عبّو بن قاسم بن ورزوق بن بومريطت والحسن العوفيّ [١] من الموالي فتبرّأ منه العرب وأسلموه إليه، فجاءوا به وأشهروه يوم دخوله إلى فاس. واعتقل أياما وامتحن في سبيل المصادرة ثم استصفى. ثم قتل ذبحا بمحبسه، والله وارث الأرض ومن عليها.

[الخبر عن خروج الحسن بن الناصر بغمارة ونهوض الوزير ابن ماسي اليه بالعساكر]

لما استقل السلطان موسى بملك المغرب وقام مسعود بن ماسي بوزارته مستبدّا عليه، وكان من تغريبهم السلطان أبا العبّاس إلى الأندلس وقتلهم [٢] وزيره محمد بن عثمان وافتراق أشياع الوزير محمد بن عثمان وقرابته وبطانته، فطلبوا بطن الأرض ولحق منهم ابن أخيه العبّاس بن المقداد بتونس، فوجد هنالك الحسن بن الناصر ابن السلطان أبي علي قد لحق بها من مقرّه بالأندلس في سبيل طلب الملك فثاب له رأي في الرجوع به إلى المغرب لطلب الأمر هنالك، فخرج به من تونس وقطع المفاوز والمشاق إلى أن انتهى إلى جبل غمارة، ونزل على أهل الصفيحة منهم، فأكرموا مثواه وتلقّيه، وأعلنوا بالقيام بدعوته. واستوزر العبّاس بن المقداد. وبلغ الخبر إلى مسعود ابن ماسي فجهّز العساكر مع أخيه مهدي بن ماسي، فحاصره بجبل الصفيحة أياما، وامتنع عليهم، فتجهّز الوزير مسعود بن ماسي بالعساكر من دار الملك وسار لحصاره.

ثم رجع من طريقه لما بلغه من وفاة السلطان بعده، والله أعلم.

[(وفاة السلطان موسى والبيعة للمنتصر ابن السلطان أبي العباس)]

كان السلطان موسى لما استقل بملك المغرب استنكف من استبداد ابن ماسي عليه


[١] وفي النسخة المصرية: بن وزروق بن توقريطت والحسن اوافو من الموالي.
[٢] وفي النسخة المصرية: وتكبتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>