للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجنود، وعقد له على حرب ابن أبي العلاء. وتلوّم بالبلد الجديد لموافاة المسالح التي كانت بثغور المشرق، ولما نزل عنها جميعا لبني عثمان بن يغمراسن ارتحل غرّة ذي الحجة، ودخل فاس فاتح سبع وسبعمائة والله أعلم.

(الخبر عن انتزاء يوسف بن أبي عياد بمراكش وتغلّب السلطان عليه)

لما فصل أبو ثابت عن معسكرهم بتلمسان إلى المغرب، قدّم بين يديه من قرابته الحسن بن عامر بن عبد الحق انعجون ابن السلطان أبي يوسف في العساكر والجنود، وعقد له على حرب عثمان بن أبي العلاء كما ذكرناه. وعقد على بلاد مراكش ونواحيها لابن عمه الآخر يوسف بن محمد بن أبي عيّاد بن عبد الحق، وعهد له بالنظر في أحوالها، فسار إليها واحتل بها. ثم حدّثته نفسه بالانتزاء، فقتل الوالي بمراكش، واستركب واستلحق، واتخذ الآلة، وجاهر بالخلعان. وتقبّض على والي البلد فقتله بالسوط في جمادى سنة سبع وسبعمائة، ودعا لنفسه. واتصل الخبر بالسلطان لأوّل قدومه، فسرّح إليه وزيره يوسف بن عيسى بن السعود الجشميّ، ويعقوب بن أصناك، في خمسة آلاف من عساكره، ودفعهم إلى حربه. وخرج في أثرهم بكتائبه. وبرز يوسف بن أبي عيّاد، وأجازوا أم الربيع فانهزم أمام الوزير وعساكره واتبعه الوزير ففرّ إلى أغمات. ثم فرّ إلى جبال هسكورة، ولحق به موسى بن سعيد الصبيحي من أغمات، تدلّى من سورها، ودخل الوزير يوسف إلى مراكش.

ثم خرج إثره ولحقه، فكانت بينهما جولة، وقتل منهم خلق، ولحق بهسكورة.

ودخل السلطان أبو ثابت مراكش منتصف رجب من سنة سبع وسبعمائة وأمر بقتل أوربة المداخلة كانوا له في انتزائه فاستلحموا. ولما لحق يوسف بن أبي عياد بجبال هسكورة، ونزل على مخلوف بن عبّو، وتذمّم بجواره، فلم يجره على السلطان.

وتقبّض عليه، واقتاده إلى مراكش مع ثمانية من أصحابه تولوا كبر ذلك الأمر، فقتلوا في مصرع واحد بعد أن مثّل بهم السلطان بالسياط. وبعث برأس يوسف إلى فاس، فنصب بسورها وأثخن القتل فيمن سواهم ممن داخله في الانتزاء، فاستلحم منهم أمم بمراكش وأغمات. وسخط خلال ذلك وزيره إبراهيم بن عبد الجليل

<<  <  ج: ص:  >  >>