للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولاية الجرّاح على أرمينية وفتح بلنجر

ولما سار ابن هبيرة على الجزيرة وأرمينية تشبب البهراني فحفل لهم الخزر وهم التركمان واستجاشوا بالقفجاق وغيرهم من أنواع الترك، ولقوا المسلمين بمرج الحجارة فهزموهم واحتوى التركمان على عسكرهم وغنموا ما فيه. وقدم المنهزمون على يزيد بن عبد الملك فولّى على أرمينية الجرّاح بن عبد الله الحكميّ وأمدّه بجيش كثيف وسار لغزو الخزر فعادوا للباب والأبواب. ونزل الجرّاح بردعة فأراح بها قليلا، ثم سار نحوهم وعبر نهر الكرّ وأشاع الإقامة ليرجع بذلك عيونهم إليهم ثم أسرى من ليلته وأجدّ السير إلى مدينة الباب فدخلها وبثّ السرايا للنهب والغارة. وزحف إليه التركمان وعليهم ابن ملكهم فلقيهم عند نهر الزمان واشتد القتال بينهم، ثم انهزم التركمان وكثر القتل فيهم، وغنم المسلمون ما معهم وساروا حتى نزلوا على الحصن، ونزل أهلها على الأمان فقتلهم. ثم سار إلى مدينة برغوا [١] فحاصرها ستة أيام، ثم نزلوا على الأمان ونقلهم [٢] ثم ساروا إلى بلنجر وقاتلهم التركمان دونها فانهزموا وافتتح الحصن عنوة.

وغنم المسلمون جميع ما فيه فأصاب الفارس ثلاثمائة دينار وكانوا بضعة وثلاثين ألفا. ثم إن الجرّاح رجّع حصن بلنجر إلى صاحبه وردّ عليه أهله وماله، على أن يكون عينا للمسلمين على الكفّار. ثم نزل على حصن الوبيد [٣] وكان به أربعون ألف بيت من الترك فصالحوا الجرّاح على مال أعطوه إياه. ثم تجمع الترك والتركمان وأخذوا الطرق على المسلمين فأقام في رستاق سبى وكتب إلى يزيد بالفتح وطلب المدد وكان ذلك آخر عمر يزيد وبعث هشام بعد ذلك إليه بالمدد وأقرّه على العمل.

[ولاية عبد الواحد القسري على المدينة ومكة]

كان عبد الرحمن بن الضحّاك عاملا على الحجاز منذ أيام عمر بن عبد العزيز وأقام عليها ثلاث سنين ثم حدثته نفسه خطبة فاطمة بنت الحسين فامتنعت فهدّدها بأن يجلد ابنها في الخمر وهو عبد الله بن الحسن المثنّى. وكان على ديوان المدينة عامل من أهل الشام يسمّى ابن هرمز. ولما رفع حسابه وأراد السير إلى يزيد جاء ليودّع فاطمة، فقالت: أخبر أمير المؤمنين بما ألقى من ابن الضحّاك وما يتعرّض لي. ثم بعث


[١] وفي الكامل لابن الأثير ج ٥ ص ١١٢: يرغوا.
[٢] وفي نسخة اخرى: فقتلهم.
[٣] وفي الكامل ج ٥ ص ١١٢: الوبندر.

<<  <  ج: ص:  >  >>