للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمر هرثمة ببناء هرطوس [١] وتولّى ذلك، فخرج الخادم بأمر الرشيد وبعث إليها جندا من خراسان ثلاثة أيام، وأشخص ألفا من أهل المصيصة وألفا من أنطاكية فتمّ بناؤها سنة اثنتين وتسعين. وفي هذه السنة تحرّكت الخرميّة بناحية أذربيجان فبعث إليهم عبد الله بن مالك في عشرة آلاف فقتل وسبى وأسر، ووافاه بقرملين فأمره بقتل الأسرى وبيع السبي. وفيها استعمل الرشيد على الثغور ثابت بن مالك الخزاعيّ فافتتح مطمورة وكان الفداء على يديه بالبرذون. ثم كان الفداء الثاني وكان عدّة أسرى المسلمين فيه ألفين وخمسمائة.

[الولاية على النواحي]

كان على إفريقية مزيد بن حاتم كما قدّمناه ومات سنة إحدى وسبعين بعد أن استخلف ابنه داود فبعث الرشيد على إفريقية أخاه روح بن حاتم فاستقدمه من فلسطين وبعثه إلى إفريقية. وعزل أبا هريرة محمد بن فروج عن الجزيرة وقتله وولى مكانه [٢] وفي سنة ست وسبعين ولّى الرشيد على الموصل الحكم بن سليمان، وقد كان خرج الفضل الخارجي بنواحي نصيبين وغنم وسار إلى داريا وآمد وأرزق وخلاط فقفل لذلك ورجع إلى نصيبين، فأتى الموصل وخرج إليه الفضل في عساكرها فهزمهم على الزاب. ثم عادوا لقتاله فقتل الفضل وأصحابه. وفي سنة ست وسبعين مات روح بن حاتم بإفريقية واستخلف حبيب بن نصر المهلّبيّ فسار الفضل إلى الرشيد فولّاه على إفريقية، وعاد إليها فاضطرب عليه الخراسانية من جند إفريقية ولم يرضوه، فولّى مكانه هرثمة بن أعين وبعث في العساكر فسكن الاضطراب، ورأى ما بإفريقية من الاختلاف فاستعفى الرشيد من ولايتها فأعفاه، وقدم إلى العراق بعد سنتين ونصف من مغيبه. وفي هذه ولّى الفضل بن يحيى على مصر مكان أخيه جعفر مضافا إلى ما بيده من الريّ وسجستان وغيرهما. ثم عزله عن مصر وولّى عليها إسحاق بن سليمان فثارت به الجوقيّة من مصر وهم جموع من قيس وقضاعة فأمدّه بهرثمة بن أعين فأذعنوا وولّاه عليهم شهرا، ثم عزله وولى عبد الملك بن


[١] هي مدينة طرسوس.
[٢] بياض بالأصل وفي الكامل لابن الأثير ج ٦ ص ١١٤: «وفيها- ١٧١- قتل الرشيد ابا هريرة محمد ابن فروخ، وكان على الجزيرة، فوجّه إليه الرشيد ابا حنيفة حرب بن قيس، فأحضره إلى بغداد وقتله» .

<<  <  ج: ص:  >  >>