للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمود قد اتفقا على الامتناع منه [١] فسار سنجر وأخبر السلطان محمود باستدعائه فوافاه لا قرب وقت وأمر العساكر بتلقيه وأجلسه معه على التخت وأقام السلطان محمود عند الى آخر اثنتين وعشرين ثم رجع سنجر الى خراسان بعد أن أوصى محمود بدبيس وأعاده الى بلده ورجع محمود الى همذان ثم سار الى العراق وخرج الوزير للقائه ودخل بغداد في تاسوعاء سنة ثلاث وعشرين ثم لحقه دبيس بمائة ألف دينار في ولاية الموصل وسمع بذلك زنكي وجاء الى السلطان وحمل المائة ألف مع هدايا جليلة فخلع عليه وأعاده وسار منتصف السنة عن بغداد الى همذان بعد أن ولى الحلة مجاهد الدين بهروز شحنة بغداد.

(وفاة السلطان محمود وملك ابنه داود) ثم توفي السلطان محمود بهمذان في شوّال سنة خمس وعشرين لثلاث عشرة سنة من ملكه بعد أن كان قبض على جماعة من أمرائه وأعيان دولته منهم عزيز الدولة أبو نصر أحمد بن حامد المستوفي وأبو شنكين المعروف بشيركين بن حاجب وابنه عمر فخافهم الوزير أبو القاسم الشابادي؟ فانرى بهم السلطان فنكبهم وقتلهم ولما توفي اجتمع الوزير أبو القاسم والاتابك آقسنقر الأحمد يلي وبايعوا لابنه داود وخطبوا له في جميع بلاد الجبل وأذربيجان ووقعت الفتنة بهمذان وسائر بلاد الجبل ثم سكنت وهرب الوزير الى الريّ مستجيرا بالسلطان فأمّر بها.

[منازعة السلطان مسعود لداود ابن أخيه واستيلاؤه على السلطان بهمذان]

لما هلك السلطان محمود سار أخوه مسعود من جرجان الى تبريز فملكها فسار داود من همذان في ذي القعدة سنة خمس وعشرين وحاصره بتبريز في محرّم سنة ست وعشرين ثم اصطلحوا وتأخر داود عن الأمر لعمه مسعود فسار مسعود من تبريز الى همذان وكاتب عماد الدين زنكي صاحب الموصل يستنجده فوعده بالنصر وأرسل الى المسترشد في طلب الخطبة ببغداد وكان


[١] كذا بالأصل، عبارات غير مترابطة وغير منسجمة وفي الكامل ج ١٠ ص ٦٥١: في هذه السنة (٥٢٢) خرج السلطان سنجر من خراسان الى الري في جيش كثير وكان سبب ذلك ان دبيس بن صدقه لمّا وصل اليه هو والملك طغرل على ما ذكرناه لم يزل يطمعه في العراق ويسهل عليه قصده، ويلقي في نفسه ان المسترشد باللَّه والسلطان محمودا متفقان على الامتناع منه. ولم يزل به حتى اجابه الى السير الى العراق. فلما ساروا وصل الى الري وكان السلطان محمود بهمذان فأرسل اليه السلطان سنجر يستدعيه اليه لينظر هل هو على طاعته أم قد تغير على ما زعم دبيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>