للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عسكرا فقتلوه بعكبر وانقطع أمره وقيل سار إلى صاحب الزنج فقتله سنه ستين وفي هذه السنة غلب الحسين بن زيد الطالبي على الريّ وسار موسى بن بغا إليه.

[بقية أخبار الزنج]

قد تقدّم لنا أنّ المعتمد بعث سعيد بن صالح الحاجب لحربهم فأوقع بهم، ثم عاودوه فأوقعوا به وقتلوا من أصحابه وأحرقوا عسكره، ورجع إلى سامرّا فعقد المعتمد على حربهم لجعفر بن منصور الخيّاط فقطع عنهم ميرة السفن. ثم سار إليهم في البحر فهزموه إلى البحرين، ثم بعث الخبيث عليّ بن أبان من قوّاده إلى اربل [١] لقطع قنطرتها، فلقي إبراهيم بن سيما منصرفا من فارس، فأوقع بهم إبراهيم وخرج عليّ بن أبان وسار إبراهيم إلى نهر جيّ وأمر كاتبه شاهين بن بسطام باتباعه وجاء الخبر إلى علي ابن أبان بإقبال شاهين فسار ولقيه وهزمه أشدّ من الأوّل، وانصرف إلى جيّ. وكان منصور بن جعفر الخيّاط منذ انهزم في البحر، لم يعد لقتال الزنج واقتصر على حفر الخنادق وإصلاح السفن، فزحف عليّ بن أبان لحصاره بالبصرة، وضيّق على أهل البلد وأشرف على دخولها، وبعث لاحتشاد العرب، فوافاه منهم خلق فدفعهم لقتال أهل البصرة وفرّقهم على نواحيها فقاتلهم كذلك يومين، ثم افتتحها عليّ بن أبان منتصف شوّال وأفحش في القتل والتخريب، ورجع ثم عاودهم ثانية وثالثة حتى طلبوا الأمان فأمّنهم وأحضرهم في بعض دور الامارة فقتلهم أجمعين، وحرق عليّ ابن أبان الجامع ومواضع من البصرة واتسع الحريق من الجبل إلى الجبل وعمّ النهب وأقام كذلك أياما، ثم نادى بالأمان فلم يظهر أحد وانتهى الخبر إلى الخبيث فصرف عليّ بن أبان وولّى عليها يحيى بن محمد البحراني.

[مسير المولد لحربهم]

لما دخل الزنج البصرة وخرّبوها، أمر المعتمد محمدا المعروف بالمولد بالمسير إلى البصرة، وسار إلى الأبلّة، ثم نزل البصرة واجتمع إليه أهلها، وأخرج الزنج عنها إلى نهر معقل، ثم بعث الخبيث قائده يحيى بن محمد لحرب المولد فقاتله عشرة أيام


[١] قنطرة أربك: ابن الأثير ج ٧ ص ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>