للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المديحة وولّاهم طريق ما بين مصر ومكة، وولّى عليهم سعدا الإتياخي [١] الخادم فولى سعد محمد القمّيّ فرجع معهم واستقامت ناحيتهم.

[الصوائف]

وفي سنة ثمان وثلاثين ورد على دمياط اسطول الروم في مائة مركب [٢] فكبسوها وكانت المسلحة الذين بها قد ذهبوا إلى مصر باستدعاء صاحب المعونة عنبسة بن إسحاق الضبيّ فانتهزوا الفرصة في مغيبهم وانتهبوا دمياط وأحرقوا الجامع بها وأوقروا سفنهم سبيا ومتاعا، وذهبوا إلى تنّيس ففعلوا فيها مثل ذلك وأقطعوا. وغزا بالصائفة في هذه السنة علي بن يحيى الأرميني [٣] صاحب الصوائف. وفي سنة إحدى وأربعين كان الفداء بين الروم وبين المسلمين وكانت تدورة ملكة الروم قد حملت أسرى المسلمين على التنصّر فتنصّر الكثير منهم. ثم طلبت المفاداة فيمن بقي فبعث المتوكل سيفا [٤] الخادم بالفداء ومعه قاضي بغداد جعفر بن عبد الواحد واستخلف على القضاء ابن أبي الشوارب وكان الفداء على نهر اللامس ثم أغارت الروم بعد ذلك على روبة [٥] فأسروا من كان هنالك من الزط وسبوا نساءهم وأولادهم ولما رجع علي بن يحيى الأرميني من الصائفة خرجت الروم في ناحية سميساط فانتهوا إلى آمد واكتسحوا نواحي الثغور والخزرية [٦] نهبا وأسروا نحوا من عشرة آلاف ورجعوا واتبعهم قرشاس [٧] وعمر بن عبد الأقطع وقم من المتطوّعة فلم يدركوهم وأمر المتوكّل علي بن يحيى أن يدخل بالثانية في تلك السنة ففعل. وفي سنة أربع وأربعين جاء المتوكل من بغداد إلى دمشق وقد اجتمع نزولها ونقل الكرسي إليها فأقام بها شهرين، ثم استوبأها ورجع بعد أن بعث بغا الكبير في العساكر للصائفة فدخل بلاد الروم فدوّخها واكتسحها من سائر النواحي ورجع. وفي سنة خمس وأربعين أغارت الروم على


[١] الإيتاخي: ابن الأثير ج ٧ ص ٧٩.
[٢] ثلاثمائة مركب: ابن الأثير ج ٧ ص ٦٨.
[٣] علي بن يحيى الأرمني: ابن الأثير ج ٧ ص ٧٠.
[٤] شنيفا الخادم: ابن الأثير ج ٧ ص ٧٧.
[٥] عين زربة: ابن الأثير ج ٧ ص ٨٠.
[٦] وفي الكامل لابن الأثير ج ٧ ص ٨١: «خرجت الروم من ناحية سميساط بعد خروج عليّ بن يحيى الارمني من الصائفة، حتى قاربوا آمد، وخرجوا من الثغور والجزرية ... » وكذلك في الطبري ج ١١ ص ٥٥.
[٧] قريباس: ابن الأثير ج ٧ ص ٨١، قريباس: الطري ج ١١ ص ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>