للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعمال فارس عند ما ملك بغداد سنة ست وسبعين وثلاثمائة. فلما مات مشرف الدولة وكان قد بعث ابنه أبا علي إلى فارس، ولحقه موت أبيه بالبصرة فبعث ما معه في البحر إلى أرّجان، وسار إليها في البرّ مخفا. والتفّ عليه الجند الذين بها، وكاتبه العلاء بن الحسن من شيراز بخبر صمصام الدولة، فسار إلى شيراز واختلف عليه الجند، وهمّ الديلم بإسلامه إلى صمصام الدولة، فتحرّك الأتراك وقاتل الديلم أياما، ثم سار إلى نسا والأتراك معه، فأخذوا ما بها من المال وقتلوا الديلم ونهبوا أموالهم وسلاحهم. وسار أبو علي إلى أرّجان، وبعث الأتراك إلى شيراز فقاتلوا صمصام الدولة والديلم ونهبوا البلد، وعادوا إليه بأرّجان. وجاءه رسول عمّه بهاء الدولة من بغداد بالمواعيد الجميلة، ودسّ مع رسوله إلى الأتراك واستمالهم فحسّنوا لأبي عليّ المسير إلى عمّه بهاء الدولة، فسار إليه ولقيه بواسط منتصف ثمانين وثلاثمائة وقد أعدّ له الكرامة والنزول، ثم قبض عليه لأيام وقتله، وتجهّز للمسير إلى فارس.

(مسير فخر الدولة صاحب الريّ وأصفهان وهمذان الى العراق وعوده)

كان الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عبّاد وزير فخر الدولة بن ركن الدولة يحب العراق ويريد بغداد، لما كان بها من الحضارة واستئثار الفضائل. فلمّا توفي مشرف الدولة سلطان بغداد رأى أنّ الفرصة قد تمكنت فدسّ إلى فخر الدولة من يغريه بملك بغداد، حتى استشاره في ذلك، فتلطّف في الجواب بأن أحاله على سعادته فقبل إشارته، وسار إلى حمدان ووفد عليه بدر بن حسنويه ودبيس بن عفيف الأسديّ، وشاوروا في المسير فسار الصاحب بن عبّاد وبدر في المقدمة على الجادة، وفخر الدولة على خوزستان. ثم ارتاب فخر الدولة بالصاحب بن عبّاد خشية من ميله مع أولاد عضد الدولة فاستعاده، وساروا جميعا إلى الأهواز فملكها فخر الدولة وأساء السيرة في جندها وجنده، وحبس عنهم العطاء فتخاذلوا وكان الصاحب منذ اتهمه وردّه عن طريقه معرضا عن الأمور ساكتا، فلم تستقم الأمور بإعراضه. ثم بعث

<<  <  ج: ص:  >  >>