للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأزاح عللهم وارتحل إلى ناحية الأربض وهو يستألف الأعراب ويجمع لقتال أولاد مهلهل أقتالهم وأعداءهم أولاد أبي الليل وأولياءهم وأحلافهم ليستكثر بهم، حتى نزل على فحص تبسة فأراح بهم أياما حتى توافت أمداده من كل ناحية ونهض يريد توزر. ولما احتلّ بقفصة قدم أخاه الأمير أبا يحيى وابنه الأمير المنتصر في العساكر ومعهما صولة بن خالد بقومه أولاد أبي الليل، وسار على أثرهم في التعبية. ولما انتهى أخوه وابنه إلى توزر حاصروها وضيّقوا عليها أياما. ثم وصل السلطان فزحف إليها العساكر من جوانبها وقاتلوها يوما إلى المساء، ثم باكروها بالقتال فخذل ابن ابن يملول أصحابه وأفردوه فذهب ناجيا بنفسه إلى حلل العرب، ودخل السلطان البلد واستولى عليه وأعاد ابنه إلى محل إمارته منه، وانكفأ راجعا إلى قفصة، ثم إلى تونس منتصف أربع وثمانين وسبعمائة.

[(ولاية الأمير زكريا ابن السلطان على توزر)]

ثم عاد ابن يملول إلى الاجلاب على توزر من السنة القابلة وخرج السلطان في عساكره فكرّ راجعا إلى الزاب ونزل السلطان قفصة ووافاه هنالك ابنه المنتصر، وتظلّم أهل توزر من أبي القاسم الشهرزوريّ الّذي كان حاجبا للمنتصر فسمع شكواهم، وأبلغ إليه الخاصّة سوء دخلته وقبيح أفعاله فتقبّض عليه بقفصة واحتمله مقيّدا إلى تونس. وغضب لذلك المنتصر وأقسم لا يلي على توزر. وسار مع السلطان إلى تونس وولّى السلطان على توزر الأمير زكريا من ولده الأصاغر لما كان يتوسّم فيه من النجابة فصدقت فراسته فيه وقام بأمرها وأحسن المدافعة عنها، وقام باستئلاف الشارد من أحياء العرب وأمرائهم حتى تمّ أمره وحسنت ولايته. والله متولي الأمور بحكمته لا إله إلا هو.

[(وفاة الأمير أبي عبد الله صاحب بجاية)]

كان السلطان لما سار إلى فتح تونس وولّى على بجاية ابنه محمدا كما مر وأقام له حاجبا

<<  <  ج: ص:  >  >>