للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتورّط رافع بن الليث ورجع إلى مصالحة محمد بن زيد، ويعيد إليه طبرستان فصالح محمد بن زيد، وخطب له بطبرستان سنة اثنتين وثمانين ومائتين على أن يمدّه بأربعة آلاف من الديلم. وسار عن طبرستان إلى نيسابور سنة ثلاث وثمانين ومائتين فحاربه عمرو وهزمه إلى أبيورد، وأخذ منه المعدل والليث ابني أخيه. ثم أراد رافع المسير إلى هراة فأخذ عليه عمرو الطريق لسرخس وسرّب رافع في المضايق ونكب عن جمهور الطريق فدخل نيسابور وحاصره فيها عمرو بن الليث. ثم برز للقائه واستأمن بعض قوّاد رافع إلى عمرو، فانهزم رافع وأصحابه. وبعث إلى محمد بن وهب [١] يسنمدّه كما شرط له. وكان عمرو قد حذّر محمد بن زيد من إمداده فأقصر من ذلك. وتفرّق عن رافع أصحابه وغلمانه، وكانوا أربعة آلاف غلام. وفارقه محمد بن هارون إلى أحمد بن إسماعيل بن سمّان ببخارى، وخرج رافع منهزما إلى خوارزم في فلّ من العسكر، وحمل بقية المال والآلة، وذلك في رمضان سنة ثلاث وثمانين ومائتين. فلما رآه صاحب خوارزم أبو سعيد الغرغاني في قلة من العسكر، غدر به وقتله في أوّل شوّال، وحمل رأسه إلى عمرو بن الليث بنيسابور فأنفذه عمرو إلى بغداد. فكتب إليه المعتضد بولاية الريّ مضافة إلى خراسان، وأنفذ له الألوية والخلع سنة أربع وثمانين ومائتين.

[(استيلاء بني سامان على خراسان وهزيمة عمرو بن الليث وحبسه ثم مقتله)]

لما بعث عمرو بن الليث برأس رافع بن هرثمة إلى المعتضد، طلب ولاية ما وراء النهر فولّاه وبعث إليه بالخلع واللواء، فسرّح عمرو الجيوش من نيسابور مع قائده محمد بن بشير وغيره من قوّاده لمحاربة إسماعيل بن أحمد، وانتهوا إلى آمد فعبر إسماعيل جيحون وهزمهم، وقتل محمد بن بشير وغيره من قوّاده، ورجع الفلّ إلى عمرو بنيسابور.

وعاد إسماعيل إلى بخارى وتجهّز [٢] للسير إلى إسماعيل، وسار إلى بلخ. وبعث إليه


[١] هو محمد بن زيد كما تقدم من قبل وكما يظهر فيما بعد وفي الطبري ج ١١ ص ٣٤٨: محمد بن زيد الطالبي. وفي الكامل ج ٧ ص ٤٨٣: محمد بن زيد العلويّ.
[٢] يبدو أنه سقطت كلمة عمرو. كما يقتضي سياق المعنى

<<  <  ج: ص:  >  >>