للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو لم يعلم بهلاكه فقرأه الحسن على الناس وارتحل نحو الكوفة فصبحها الرابعة من مسيرة وقيل إنّ الحسن بن قحطبة سار إلى الكوفة بعد قتل ابن هبيرة وعليها عبد الرحمن بن بشير العجليّ فهرب عنها وسبق محمد بن خالد وخرج في أحد عشر رجلا فلقى الحسن ودخل معه وأتوا إلى أبي مسلمة فاستخرجوه من بني مسلمة وعسكر بالنخيلة، ثم نزل حمام أعين. وبعث الحسن بن قحطبة إلى واسط لقتال ابن هبيرة وبايع الناس أبا مسلمة حفص ابن سليمان الخلّال وزير آل محمد واستعمل محمد بن خالد القسري على الكوفة وكان يسمّى الأمير، حتى ظهر أبو العبّاس السفّاح وبعث حميد بن قحطبة إلى المدائن في قواد والمسيّب بن هبيرة وخالد بن مرمل [١] ، إلى دير فناء وشراحيل إلى عير [٢] وبسّام بن إبراهيم بن بسّام إلى الأهواز، وبها عبد الرحمن بن عمر بن هبيرة فقاتله بسّام وانهزم إلى البصرة وعليها مسلم بن قتيبة الباهليّ عاملا لأخيه. وبعث بسّام في أثره سفيان ابن معاوية بن يزيد بن المهلّب واليا على البصرة، فجمع سالم قيسا ومضر وبني أمية وجاء قائد من قواد ابن هبيرة في ألفي رجل، وجمع سفيان اليمانيّة وحلفاءهم من ربيعة واقتتلوا في صفر. وقتل ابن سفيان واسمه معاوية فانهزم لذلك. ثم جاء إلى سالم أربعة آلاف مددا من عند مروان فقاتل الأزد واستباحهم ولم يزل بالبصرة حتى قتل ابن هبيرة فهرب عنها واجتمع ولد الحرث بن عبد المطّلب إلى محمد بن جعفر فولّوه أياما حتى قدم أبو مالك عبد الله بن أسيد الخزاعي من قبل أبي مسلم. فلما بويع أبو العباس السفّاح ولّاها سفيان بن معاوية.

[بيعة السفاح]

قد كنا قدمنا خبر الدعاة وقبض مروان على إبراهيم بن محمد وأنه حبسه بحرّان وكان نعى نفسه إلى أهل بيته وأمرهم باللحاق بالكوفة وأوصى على أخيه أبي العبّاس عبد الله ابن الحرثية. فسار أبو العبّاس ومعه أهل بيته وفي إخوته أبو جعفر المنصور وعبد الوهاب ومحمد ابن أخيه إبراهيم وعيسى ابن أخيه موسى ومن أعمامه داود وعيسى وصالح


[١] هو خالد بن برمك.
[٢] بياض بالأصل وفي الكامل لابن الأثير ج ٥ ص ٤٠٦: «وبعث المسيب بن زهير وخالد بن برمك إلى دير منّى، وبعث المهلّبيّ وشراحيل إلى عين التمر.»

<<  <  ج: ص:  >  >>