للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آلاف فارس، وسار إليه محمد بن زيد في عالم كثير من الديلم والخراسانيّة، والتقوا فانهزم محمد بن زيد وقتل من عسكره نحو من ستة آلاف وأسر ألفان، وغنم أتكوتكين عسكرا وملك الريّ وأغرم أهلها مائة ألف دينار، وفرّق عمّاله عليها، وسار محمد بن زيد إلى جرجان، ثم عزل عمرو بن الليث عن خراسان وولّى عليها محمد بن طاهر، واستخلف محمد بن رافع بن هرثمة، وسار سنة خمس وسبعين إلى جرجان وهرب عنها ليلا إلى استرياد [١] فحاصره رافع فيها سنتين حتى أجهده الحصار، ففرّ عنها ليلا إلى سارية، فاتبعه فهرب عن طبرستان سنة سبع وسبعين، واستأمن رستم بن قارن إلى رافع بطبرستان فأمنه، وبعث إلى سالوس محمد بن هارون نائبا عنه وأتاه بها عليّ ابن كاني مستأمنا. ثم جاءه محمد وحاصرهما بسالوس، وانقطعت أخبارهما عن نافع.

ثم جاءه الخبر بحصارهما فسار إليهما فارتحل محمد بن زيد إلى أرض الديلم، فدخل رافع خلفه وأثخن فيها نهبا وتخريبا إلى حدود قزوين، وعاد إلى الريّ إلى أن توفي المعتمد سنة تسع وتسعين. [٢]

[فتنة ابن كنداج وابن أبي الساج وابن طولون]

كان ابن أبي الساج في أعماله بقنّسرين والفرات والرحبة ينافس إسحاق وهو على الجزيرة، ويريد التقدّم عليه، فحدثت لذلك منهما فتنة. فخطب ابن أبي الساج لخمارويه بن طولون [٣] . وبعث ابنه ديواداد رهينة إليه، فبعث إليه خمارويه أموالا جمّة وسار إلى الشام، واجتمع بابن أبي الساج ببالس، ثم عبر ابن أبي الساج الفرات إلى الرقّة، وهزم إسحاق بن كنداج، واستولى على أعماله. وعبر خمارويه ونزل الرقّة ومضى إسحاق إلى قلعة ماردين وحاصره ابن أبي الساج بها، ثم أفرج عنها وسار إلى سنجار لقتال بعض الأعراب فسار ابن كنداج من ماردين إلى الموصل، فاعترضه ابن أبي الساج، وهزمه فعاد إلى ماردين، واستولى ابن أبي الساج على الجزيرة والموصل، وخطب فيهما لخمارويه ثم لنفسه بعد، وبعث غلامه فتحا إلى أعمال الموصل لجباية الخراج. وكان اليعقوبيّة من السّراة قريبا منه، فهادنهم، ثم


[١] أستراباذ: ابن الأثير ج ٧ ص ٤٣٤.
[٢] الصحيح ان المعتمد توفي سنة تسع وسبعين ومائتين وليس تسع وتسعين كما يذكر ابن خلدون.
[٣] هو خمارويه بن احمد بن طولون.

<<  <  ج: ص:  >  >>