الخبر عن دولة بني بويه من الديلم المتغلبين على العراقين وفارس والمستبدين على الخلفاء ببغداد من خلافة المستكفي الى أن صاروا في كفالتهم وتحت حجرهم الى انقراض دولتهم وأولية ذلك ومصايره
قد تقدّم لنا التعريف ببني بويه وذكر نسبهم وهم من قوّاد الديلم الذين تطاولوا للاستيلاء على أعمال الخلفاء العباسيّين، ولمّا لم يروا عنها مدافعا ولا لها حامية فتنقّلوا في نواحيها، وملك كل واحد منهم أعمالا منها. واستولى بنو بويه على أصفهان والريّ، ثم انعطفوا على بلاد فارس فملكوا أرّجان وما إليها. ثم استولوا على شيراز وأعمالها وأحاطوا بأعمال الخلافة بنواحي بغداد من شرقها وشمالها، وكانت الخلافة قد طرقها الإعلال، وغلب عليها الموالي والصنائع، وقد كان ابو بكر محمد بن رائق عاملا بواسط، واضطرب حال الراضي ببغداد فاستقدمه وقلّده إمارة الجيوش، ونعته أمير الأمراء. وكان بنو البريديّ في خوزستان والأهواز فغصّوا به، ووقعت الوحشة بينه وبينهم فبعث ابن رائق بدرا الخرشنيّ ويحكم الّذي نزع إليه أتراك مرداويج، فساروا في العسكر لقتال ابن البريديّ، واستولوا على الأهواز سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ولحق ابن البريديّ بعماد الدولة بن بويه لما ملك العراق، وسهّل عليه أمره. وذلك عند رجوع أخيه معز الدولة من كرمان وامتناعها عليه كما ذكرناه فبعث معه العساكر.
[(استيلاء معز الدولة بن بويه على الأهواز)]
لما لحق أبو عبد الله البريدي بعماد الدولة ناجيا من الأهواز، مستنجدا له، بعث أخاه معزّ الدولة في العساكر بعد أن أخذ منه ابنيه أبا الحسن محمدا وأبا جعفر الفياض رهنا. وسار معزّ الدولة سنة ست وعشرين وثلاثمائة فانتهى إلى أرّجان ويحكم جاء للقائهم، وانهزم أمامهم إلى الأهواز فأقام بها، وأنزل بها بعض عسكره في عسكر