للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعير [١] ، فأفرج عنها عليّ بن أبان والزنج ونزلوا السّدرة ودخل خضر الأهواز، وأقام أصحاب الخضر وابن أبان يغير بعضهم على بعض. ثم فرّ ابن أبان وسار إلى الأهواز فأوقع بالخضر وفتك في أصحابه وغنم، ولحق الخضر بعسكر مكرم، واستخرج ابن أبان ما كان بالأهواز ورجع إلى نهر السّدرة. وبعث يعقوب إلى الخضر مددا وأمره بالكفّ عن قتال الزنج والمقام بالأهواز، فأبى ابن أبان من ذلك إلا أن ينقل طعاما ما كان هناك فنقله وتوادعوا.

[استيلاء الزنج على واسط]

قد تقدّم لنا واقعة أغرتمش مع سليمان بن جامع، وظفر سليمان به فلما انقضى أمره سار سليمان إلى صاحب الخبيث ومرّ في طريقه بعسكر تكين البخاريّ وهو ببردود [٢] ، فلما حاذاه قريبا أشار عليه الجناني [٣] أن يغير على العسكر في البحر ويستطرد لهم لينتهزوا منهم الفرصة ففعل وجاء مستطردا وقد أكمنوا لهم الكمناء حتى أجازوا موضع الكمائن. وركب سليمان إليهم وعطف الجناني على من في النهر وخرجت الكمائن من خلفهم فأثخنوا فيهم إلى معسكرهم، ثم بيّتوهم ليلا فنالوا منهم، وانكشف سليمان قليلا، ثم عبر أصحابه وأتاهم من وجوه عديدة برّا وبحرا، فانهزم تكين وغنم الزنج عسكره. ثم استخلف سليمان على عسكره الجناني وسار إلى صاحب الخبيث سنة ثلاث وستين. ومضى الجناني بالعسكر لطلب الميرة فاعترضه جعلان من قوّاد السلطان وهزمه وأخذ سيفه [٤] . ثم زحف منجور ومحمد بن علي بن حبيب من القوّاد وبلغ الحجّاجيّة فرجع سليمان مجدّا إلى طهثا يريد جعلان وفي مقدمته الجنانيّ. ثم كرّ إلى ابن خبيث فهزمه وقتل أخاه وغنم ما معه. ثم سار في شعبان إلى قرية حسّان فأوقع بالقائد هناك جيش ابن خمار تكين وهزمه ونهب القرية وأحرقها. ثم بعث العساكر في الجهات للنهب برّا وبحرا، واعترض جعلان بعضهم فأوقع بهم، ثم سار سليمان إلى الرّصافة فأوقع بالقائد بها واستباحها وغنم ما فيها ورجع إلى منزله بمدينة الخبيث، وجاء مطر إلى الحجّاجيّة فعاث فيها وأسر جماعة منها كان منهم القاضي سليمان، فحمله إلى


[١] الخضر بن العنبر: ابن الأثير ج ٧ ص ٣٠٨.
[٢] بيزود: ابن الأثير ج ٧ ص ٣١٣.
[٣] الحياتي: المرجع السابق.
[٤] سفنه: ابن الأثير ج ٧ ص ٣١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>