للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقام بها ابن المعبراني سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة فزحف إليه أبو نصر بن الهيثم فغلبه عليه ونهبها واستقرّ في ملكها على مال يؤدّيه لجلال الدولة.

[(استيلاء أبي كاليجار على البطيحة)]

ولما كانت سنة تسع وثلاثين وأربعمائة بعث أبو كاليجار أبا الغنائم أبا السعادات الوزير في عسكر لحصار البطيحة فحاصرها، وبها أبو منصور بن الهيثم حتى جنح إلى الصلح، واستأمن نفر من أصحابه إلى أبي الغنائم وأخبروه بضعفه وعزمه على الهرب، فحفظ عليه الطرق ولما كان شهر صفر من السنة واقعهم أبو الغنائم فظفر بهم، وقتل من أهل البطيحة خلقا كثيرا وغرقت منهم سفن متعدّدة وتفرّقوا في الآجام، وركب ابن الهيثم السفن ناجيا بنفسه وأحرقت داره ونهب ما فيها.

[(ولاية مهذب الدولة بن أبي الخير على البطيحة)]

ثم كان بعد ذلك لبني أبي الخير ولاية على البطيحة فيما قبل المائة الخامسة وما بعدها ولا أدري ممن هؤلاء بنو أبي الخير، إلا أنّ ابن الأثير قال: كان إسماعيل ولقبه المصطنع، ومحمد ولقبه المختص، هما ابنا أبي الخير، ولهما رياسة قومهما. وهلك المختص وقام مكانه ابنه مهذب الدولة. ونازع ابن الهيثم صاحب البطيحة إلى أن غلبه مهذّب الدولة أيام كوهوايين الشحنة ببغداد. وكان بنو عمّه وعشيرته تحت حكمه. وأقطع السلطان محمد سنة خمس وتسعين وخمسمائة مدينة واسط لصدقة بن مزيد صاحب البطيحة والحلّة فضمنها منه مهذّب الدولة أحمد بن أبي الخير صاحب البطيحة، وفرّق أولاده في الأعمال وطالبه صدقة بالأموال وحبسه وضمن حمّاد ابن عمّه واسط. وكان مهذّب الدولة يصانع حمّاد ابن عمّه إسماعيل ويداريه، وحمّاد يطمح إلى رياسته، فلمّا هلك كوهوايين نازع حماد مهذّب الدولة ابن عمه، واجتهد مهذّب الدولة في إصلاحه فلم يقدر، فجمع النفيس بن مهذّب الدولة فهرب حمّاد إلى صدقة مستجيشا به، فعاد بالجيش وحاربه مهذّب الدولة

<<  <  ج: ص:  >  >>