للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوس [١] وهمذان عبد الملك بن مالك. وفي سنة تسعين ولّى على الموصل خالد بن يزيد بن حاتم وقد تقدّم لنا ولاية هرثمة على سليمان ونكبة علي بن عيسى. في سنة إحدى وتسعين ظفر حمّاد البربري بهيصيم اليماني [٢] وجاء به إلى الرشيد فقتله، وولّى في هذه السنة على الموصل محمد بن الفضل ابن سليمان وكان على مكة الفضل بن العبّاس أخي المنصور والسفّاح.

[خلع رافع بن الليث بما وراء النهر]

كان رافع بن نصر [٣] بن سيّار من عظماء الجند فيما وراء النهر وكان يحيى بن الأشعث قد تزوّج ببعض النساء المشهورات الجمال وتسرّى عليها وأكثر ضرارها وتشوّقت إلى التخلّص منه، فدسّ إليها رافع بن الليث بأن تحاول من يشهد عليها بالكفر لتخلص منه وتحل للأزواج ثم ترجع وتتوب، فكان وتزوّجها وشكا يحيى بن الأشعث إلى الرشيد وأطلعه على جلّ الأمر، فكتب إلى علي بن عيسى أن يفرّق بينهما ويقيم الحدّ على رافع ويطوف به في سمرقند مقيّدا على حمار ليكون عظة لغيره، ففعل ذلك ولم يجده [٤] رافع وحبس بسمرقند فهرب من الحبس ولحق بعلي بن عيسى في بلخ فهمّ بضرب عنقه، فشفع فيه ابنه عيسى فأمره بالانصراف إلى سمرقند فرجع إليها ووثب بعاملها فقتله وملكها وذلك سنة تسعين. فبعث عليّ لحربه ابنه عيسى فلقيه رافع وهزمه وقتله، فخرج علي بن عيسى لقتله وسار من بلخ إلى مرو مخافة عليها من رافع ابن الليث. ثم كانت نكبة علي بن عيسى وولاية هرثمة بن أعين على خراسان وكان مع رافع بن الليث جماعة من القوّاد ففارقوه إلى هرثمة منهم عجيف بن عنبسة وغيره. وحاصر هرثمة رافع بن الليث في سمرقند وضايقه، واستقدم طاهر ابن الحسين من خراسان فحضر عنده وعاث حمزة الخارجي في نواحي خراسان لخلائها من الجند، وحمل إليه عمال هراة وسجستان الأموال. ثم خرج عبد الرحمن إلى نيسابور سنة أربع وتسعين وجمع نحوا من عشرين ألفا، وسار إلى حمزة فهزمه وقتل من أصحابه خلقا وأتبعه إلى هراة حتى كتب المأمون إليه وردّه عن


[١] قومس: المرجع السابق.
[٢] هيصم اليماني: المرجع السابق.
[٣] رافع بن الليث بن نصر: ابن الأثير ج ٦ ص ١٩٥.
[٤] مقتضى السياق: ولم يحدّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>