للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنيد بسمرقند وسار خاقان إلى بخارى وعليها قطن بن قتيبة بن مسلم فخاف عليه من الترك واستشار عبد الله بن أبي عبد الله مولى بن سليم بعد أن اختلف عليه أصحابه فاشترط عليه أن لا يخالفه فأشار بحمل العيالات من سمرقند فقدّمهم واستخلف بسمرقند عثمان بن عبد الله بن الشخّير في أربعمائة فارس وأربعمائة راجل ووفّر أعطياتهم وسار العيادات في مقدمته حتى [١] من الضيق ودنا من الطواويس. فأقبل إليه خاقان بكير ميمنية [٢] أوّل رمضان سنة اثنتي عشرة، واقتتلوا قليلا، ثم رجع الترك وارتحل من الغد، فاعترضه الترك ثانيا وقتل مسلم بن أحوز بعض عظمائهم فرجعوا من الطواويس. ثم دخل الجنيد بالمسلمين بخارى وقدمت الجنود من البصرة والكوفة فسرّح الجنيد معهم حورثة بن زيد العنبري فيمن انتدب معه.

[ولاية عاصم على خراسان وعزل الجنيد]

بلغ هشاما سنة ست عشرة أن الجنيد بن عبد الرحمن عامل خراسان تزوّج بنت يزيد بن المهلّب فغضب لذلك وعزله وولّى مكانه عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي وكان الجنيد قد مرض بالاستسقاء. فقال هشام لعاصم: إن أدركته وبه رمق فأزهق نفسه فلما قدم عاصم وجده قد مات وكانت بينهما عداوة فحبس عمارة بن حزيم وكان الجنيد استخلفه وهو ابن عذبة فعذّبه عاصم وعذّب عمال الجنيد.

[ولاية مروان بن محمد على أرمينية وأذربيجان]

لما عاد مسلمة من غزو الخزر وهم التركمان إلى بلاد المسلمين وكان في عسكره مروان بن محمد بن مروان، فخرج مختفيا عنه إلى هشام وشكا له من مسلمة وتخاذله عن الغزو وما أدخل بذلك على المسلمين من الوهم. وبعث إلى العدوّ بالحرب وأقام شهرا حتى استعدّوا وحشدوا ودخل بلادهم فلم يكن له فيهم نكاية وقصد أراد السلامة ورغب إليه بالغزو إليهم لينتقم منهم، وأن يمدّه بمائة وعشرين ألف مقاتل ويكتم عليه.


[١] بياض بالأصل وفي الكامل لابن الأثير ج ٥ ص ١٦٩: «حتى خرجوا من الأماكن المخوفة ودنا من الطواويس.
[٢] وفي الكامل ج ٥ ص ١٦٩: بكر مينية.

<<  <  ج: ص:  >  >>