طوائف من الأتراك وقتل بعض العلويّة فصرخ النساء بثأره، واجتمع السواد الأعظم، وركب القوّاد لتسكين الفتنة فقاتلهم أهل الكرخ قتالا شديدا، وحرقت أسواق الكرخ ثم منع الأتراك من الدخول بينهم فسكنوا قليلا.
[(استيلاء الملك الرحيم على البصرة)]
قد كنا قدّمنا أن الملك الرحيم لما تولّى بغداد بعد أبيه أقرّ أخاه أبا علي على إمارة البصرة، ثم بدا منه العصيان، فبعث إليه العساكر مع البساسيري القائم بدولته، فزحف إلى البصرة وبرزوا إليه في الماء فقاتلهم عدّة أيام ثم هزمهم وملك عليهم الأنهار، وسارت العساكر في البرّ إلى البصرة، واستأمنت ربيعة ومضر فأمّنهم وملك البصرة، وجاءته رسل الديلم بخوزستان يعتذرون، ومضى أبو علي فتحصّن بشطّ عثمان وخندق عليه فمضى الملك الرحيم إليه وملكه، ومضى أبو علي وابنه إلى عبادان ولحق منها إلى جرجان متوجّها إلى السلطان طغرلبك. فلما وصل إليه بأصفهان لاقاه بالتكرمة وأنزله بعض قلاع جرباذقان، وأقطع له في أعمالها وأقام الملك الرحيم بالبصرة أياما واستبدل من أجناد أخيه أبي عليّ بها، واستخلف عليها البساسيريّ، وسار إلى الأهواز وتردّدت الرسل بينه وبين منصور بن الحسين وهزارشب فدخلوا في طاعته، وصارت تستر إليه، وأنزل بأرّجان فولاد بن خسرو الديلميّ، فسار في أعمالها وحمل المتغلّبين هناك على طاعة الملك الرحيم حتى أذعنوا.
[(استيلاء فلاستون على شيراز بدعوة طغرلبك)]
قد قدّمنا أنه كان بقلعة إصطخر أبو نصر بن خسرو مستوليا عليها، وأنه أرسل بطاعته سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة إلى الملك الرحيم عند ما ملك رامهرمز، واستدعى منه أخاه أبا سعيد ليملّكه بلاد فارس، فسار إليه في العساكر وملك البلاد، ونزل شيراز، وكان معه عميد الدولة أبو نصر الظهير قد استبدّ في دولته، وساءت سيرته في جنده، وأوحش أبا نصر مستدعيهم للملك فانتقض عليهم، وداخل الجند في