للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووطن المولد نفسه على المقام، وبعث الخبيث إلى يحيى بن محمد أبا الليث الأصبهاني مددا وأمرهم بتبييت المولد، فبيتوه وقاتلوه تلك الليلة والغد إلى المساء، ثم هزموه وغنم الزنج عسكره واتبعه البحراني إلى الجامدة وأوقع بأهلها، ونهب تلك القرى أجمع وعاث فيها ورجع إلى نهر معقل.

[مقتل منصور الخياط]

كان الزنج لما فرغوا من البصرة سار عليّ بن أبان إلى جيّ وعلى الأهواز يومئذ منصور ابن جعفر الخياط قد ولّاه عليها المعتمد بعد مواقعته الزنج بالبحرين، فسار إلى الأهواز ونزل جيّ وسار عليّ بن أبان قائد الزنج لحربه. وجاء أبو الليث الأصبهاني في البحر مددا له وتقدّم إلى منصور من غير أمر عليّ فظفر منصور وقتل الكثير ممن معه وأفلت منهزما إلى الخبيث. ثم تواقع عليّ بن أبان مع منصور فهزمه واتبعه الزنج فحمل عليهم وألقى نفسه في النهر ليعبر إليهم فغرق، وقيل تقدّم إليه بعض الزنج لما رآه فقتله في الماء. ثم قتل أخوه خلف وغيره من العسكر وولّى يارجوج على عمل منصور اصطيخور [١] من قوّاد الأتراك.

[مسير الموفق لحرب الزنج]

كان أبو أحمد الموفّق وهو أخو المعتمد بمكة، وكان المعتمد قد استقدمه عند ما اشتدّ أمر الزنج وعقد له على الكوفة والحرمين وطريق مكة واليمن، ثم عقد له على بغداد والسواد وواسط وكور دجلة والبصرة والأهواز، وأمره أن يعقد ليارجوج على البصرة وكور دجلة واليمامة والبحرين مكان سعيد بن صالح. ولما انهزم سعيد بن سعيد بن صالح عقد يارجوج لمنصور بن جعفر مكانه على البصرة وكور دجلة والأهواز ثم قتله كما قلناه فعقد المعتمد لأخيه أبي أحمد الموفّق على مصر وقنّسرين والعواصم وخلع على مفلح، وذلك في ربيع سنة ثمان وخمسين وسيّرهما لحرب الزنج فساروا في عدّة كاملة. وخرج المعتمد يشيع أخاه وكان عليّ بن أبان بجيّ ويحيى بن محمد البحراني بنهر العبّاس والخبيث في قلّة من الناس، وأصحابه متردّدون إلى البصرة لنقل ما نهبوه. فلما نزل الموفق نهر معقل أجفل الزنج إلى صاحبهم مرتاعين، فأمر عليّ بن أبان بالمسير إليهم ولقي مفلحا في مقدمة الموفق فاقتتلوا وبينما هم يقتتلون إذ أصاب مفلحا


[١] اصعجور: ابن الأثير ج ٧ ص ٢٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>