ابن شيرزاد في وزارة أبي عبد الله للخليفة، فعقد له الراضي بذلك واستخلف بالحضرة عبد الله بن عليّ البصري كما كان مع أبي الفتح.
[مسير ركن الدولة إلى واسط ورجوعه عنها]
لما استقرّ ابن البريدي بواسط بعث جيشا إلى السوس وبها أبو جعفر الظهيري وزير معزّ الدولة أحمد بن بويه ومعزّ الدولة بالأهواز. فتحصّن أبو جعفر بقلعة السوس، وعاث الجيش في نواحيها وكتب معزّ الدولة إلى أخيه ركن الدولة وهو على إصطخر قد جاء من أصبهان لمّا غلبه وشمكير عليها. فلمّا جاء كتاب أخيه معز الدولة سار محمد إلى السوس وقد رجع عنه جيش ابن البريدي. ثم سار إلى واسط يحاول ملكها فنزل في جانبها الشرقي، وابن البريدي في الجانب الغربي، واضطرب عسكر ابن بويه واستأمن جماعة منهم إلى ابن البريدي. ثم سار الراضي ويحكم من بغداد إلى واسط للإمداد، فرجع ركن الدولة إلى الأهواز ثم إلى رامهرمز. وبلغه أن وشمكير قد أنفذ عسكره مددا لما كان بن كالي وأنّ أصبهان خالية، فسار إليها من رامهرمز وأخرج من بقي منها من أصحاب وشمكير وملكها فاستقرّ بها.
[مسير يحكم إلى بلد الجبل وعوده إلى واسط واستيلاؤه عليها]
كان يحكم قد أرسل ابن البريدي وصاهره واتفقا على أن يسير يحكم إلى بلاد الجبل لفتحها من يد وشمكير، وأبو عبد الله بن البريدي إلى الأهواز لأخذها من يد معزّ الدولة ابن بويه، فسار يحكم إلى حلوان وبعث إليه ابن البريدي بخمسمائة رجل مددا. وبعث يحكم بعض أصحابه إلى ابن البريدي يستحثّه إلى السوس والأهواز، فأقام يماطله ويدافعه ويبيّن له أنّه يريد مخالفة يحكم إلى بغداد. فكتب إليه بذلك فرجع عن قصده إلى بغداد، وعزل ابن البريدي من الوزارة، وولّى مكانه أبا القاسم بن سليمان بن الحسين بن مخلّد، وقبض على ابن شيرزاد الّذي كان ساعيا له، وتجهّز إلى واسط وانحدر في الماء آخر ذي الحجّة سنة ثمان وعشرين. وبعث عسكرا في البرّ، وبلغ الخبر ابن البريدي فسار عن واسط إلى البصرة واستولى عليها يحكم وملكها.