للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منزل، وعقد السلطان لمسعود بن رحّو على وزارته بإشارة الوزير عمر فاضطلع بها، ودفعه عمر إليها استمالة إليه وثقة بمكانه واستظهارا بعصابته. وعقد مع عامر بن محمد الحلف على مقاسمة المغرب من لحم وأدم رفيع [١] وجعل إمارة مراكش لأبي الفضل ابن السلطان أبي سالم إسعافا بغرض عامر بن محمد في ذلك وأصهر عامر إليهم في بنت مولانا السلطان أبي يحيى المتوفى عنها السلطان أبو عنان [٢] ، فحملوا أولياءها على العقد عليها وانكفأ راجعا إلى مكان عمله بمراكش يجرّ الدنيا وراءه عزا وثروة وتابعا لجمادى من سنة ثلاث وستين وسبعمائة وصرف عمر عزيمته إلى تشريد عبد الحليم وأخيه من سجلماسة، كما نذكره إن شاء الله تعالى.

(الخبر عن زحف الوزير عمر بن عبد الله الى سجلماسة)

لما احتلّ عبد الحليم وإخوته بسجلماسة، اجتمع إليهم عرب المعقل كافة بحللهم.

واقتضوا خراج البلد فوزّعوه فيهم، وانتضوا على الطاعة رهنهم. وأقطعهم جنات المختص [٣] بأسرها واعصوصبوا عليه. واستحثه يحيى بن رحّو ومن هنالك من مشيخة بني مرين إلى النهوض للمغرب، فأجمع أمره على ذلك. وتدبّر الوزير عمر أمره وخشي أن يضطرم جمرة، فأجمع إليه الحركة. ونادى في الناس بالعطاء والرحلة فاجتمعوا إليه وبثّ العطاء فيهم. واعترض العساكر وأزاح العلل وارتحل من ظاهر فاس في شعبان من سنة ثلاث وستين وسبعمائة وارتحل معه ظهيره مسعود بن ماسي وبرز السلطان عبد الحليم إلى لقائهم. ولما تراءت الفئتان بتاغز وطت عند فرج الجبل المفضي من تلول المغرب الى الصحراء، هموا باللقاء. ثم تواقفوا أياما وتمشّت بينهم رجالات العرب في الصلح والتجافي لعبد الحليم عن سجلماسة تراث أبيه، فعقد بينهما وافترقا. ورجع كل واحد منهما إلى عمله ومكانه من سلطانه. ودخل عمر والوزير مسعود إلى البلد الجديد في رمضان من سنته، وتلقّاهما سلطانهما بأنواع المبرّة والكرامة. ونزع الوزير محمد بن السبيع عن السلطان عبد الحليم


[١] وفي نسخة أخرى: تخم وادي أم ربيع وهذا أصح حسب مقتضى السياق.
[٢] كذا في النسخة الباريسية وفي نسخة ثانية: ابو الحسن.
[٣] كذا في النسخة الباريسية وفي نسخة ثانية: جهات المختص.

<<  <  ج: ص:  >  >>