للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسار إليه فهزمه وقتل في عدّة من بكر بن وائل. ويقال إنّ خزيمة بن حازم حضر مع بسّام في ذلك.

[خبر أبى حمزة وطالب وإسحق]

كان اسم أبي حمزة الخارجي المختار بن عوف الأزدي البصري [١] وكان من الخوارج الإباضية وكان يوافي مكة كل موسم يدعو إلى خلاف مروان، وجاء عبد الله ابن يحيي المعروف بطالب الحق سنة ثمان وعشرين وهو من حضرموت فقال له:

انطلق معي فإنّي مطاع في قومي. فانطلق معه إلى حضرموت وبايعه على الخلافة وبعثه عبد الله سنة تسع وعشرين مع بلخ بن عقبة الأزدي [٢] في سبعمائة فقدموا مكة وحكموا بالموقف وعامل المدينة يومئذ عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك، فطلبهم في الموادعة حتى ينقضي الموسم. وأقام للناس حجّهم ونزل بمعنى وبعث إلى أبي حمزة عبيد الله بن حسن بن الحسن ومحمد بن عبد الله بن عمر بن عثمان وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد وعبيد الله ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر [٣] بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن في أمثالهم، فكشّر في وجه العلويّ والعثمانيّ وانبسط إلى البكريّ والعمريّ، وقال لهما: ما خرجنا إلا بسيرة أبويكما! فقال له عبيد الله بن حسن: ما جئنا للتفضيل بين آبائنا وإنما جئنا برسالة من الأمير وربيعة يخبرك بها. ثم أحكموا معه الموادعة إلى مدتها. ونفر عبد الواحد في النفر الأوّل فمضى إلى المدينة وضرب على أهلها البعث وزادهم في العطاء عشرة، وبعث عليهم عبد العزيز بن عبد الله بن عمر ابن عثمان، فانتهوا إلى فديك. وجاءتهم رسل أبي حمزة يسألونهم التجافي عن حربهم وأن يخلوا بينهم وبين عدوّهم فلما نزلوا قديد وكانوا مترفين ليسوا بأصحاب حرب، فطلع عليهم أصحاب أبي حمزة من الغياض فأثخنوا فيهم وكان قتلاهم نحو سبعمائة من قريش. وبلغ الخبر إلى عبد الواحد فلحق بالشام ودخل أبو حمزة المدينة منتصف صفر سنة ثلاثين وخطب على المنبر وأعلن بدعوته ووعظ، وذكر وردّ مقالات من عليهم وسفّه رأيهم وأحسن السيرة في أهل المدينة واستمالهم حتى سمعوه


[١] المختار بن عوف الازدي السلّمي البصري: ابن الأثير ج ٥ ص ٣٥١.
[٢] بلج بن عقبة الازدي: ابن الأثير ج ٥ ص ٣٧٣.
[٣] وعبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم وعمر بن ربيعة: ابن الأثير ج ٥ ص ٣٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>