للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومائتين وضمن فارس بالحمل الّذي كان قرّره فولّاه على فارس. ثم زحف إليه الليث ابن علي بن الليث فملك فارس [١] الليث للقائهم وجاءه الخبر بأنّ الحسين ابن حمدان صار من قمّ مددا لمؤنس، فركب لاعتراضه، وتاه الدليل عن الطريق فأصبح على معسكر مؤنس فثاروا واقتتلوا وانهزم عسكر الليث، وأخذ أسيرا، وأشار أصحاب مؤنس بأن يقبض على سبكر معه. ويملك بلاد فارس، ويقرّه الخليفة فوعدهم بذلك، ودسّ إلى سبكرى بأن يهرب إلى شيراز. وأصبح يلوم أصحابه على ظهور الخبر من جهتهم، وعاد بالليث إلى بغداد واستولى سبكر على فارس، واستبدّ كاتبه عبد الرحمن بن جعفر على أموره، فسعى فيه أصحابه عند سبكرى حتى قبض عليه، وحملوه على العصيان فمنع الحمل، فكتب هو من محبسه إلى الوزير ابن الفرات يعرّفه بأمرهم. وكتب ابن الفرات إلى مؤنس وهو بواسط يأمره بالعود إلى فارس ويعاتبه حيث لم يقبض على سبكرى فسار مؤنس إلى الأهواز، وراسله سبكرى وهاداه. وعلم ابن الفرات بميل مؤنس إليه فأنفذ وصيفا وجماعة من القوّاد ومعهم محمد بن جعفر وأمرهم بالتعويل عليه في فتح فارس. وكتب إلى مؤنس باستصحاب الليث إلى بغداد ففعل، وسار محمد بن جعفر إلى فارس ورافع سبكرى على شيراز فهزمه، وحاصره بها وحاربه ثانية فهزمه ونهب أمواله، ودخل سبكرى مفازة خراسان فظفرت به جيوش خراسان وأسروه، وبعثوا به إلى بغداد. وولّى على فارس فتح [٢] خادم الأفشين.

[(انقراض ملك بني الليث من سجستان وكرمان)]

وفي سنة ثمان وتسعين ومائتين توفي فتح صاحب فارس، فولّى المقتدر مكانه عبد الله ابن إبراهيم المسمعي وأضاف إليه كرمان من أعمال بني الليث. وسار أحمد بن إسماعيل


[١] كذا بياض بالأصل وفي الكامل ج ٨ ص ٥٦: «وفي هذه السنة- ٢٩٧- سار الليث بن علي بن الليث من سجستان الى فارس في جيش فأخذها، واستولى عليها، وهرب سبكرى عنها الى أرجان. فلما بلغ الخبر المقتدر جهّز مؤنسا الخادم وسيّره الى فارس، معونة لسبكرى فاجتمعا بأرّجان، وبلغ خبر اجتماعهما الليث، فسار اليهما، فأتاه الخبر بمسير الحسين بن حمدان من قمّ الى البيضاء» .
[٢] قنبج: ابن الأثير ج ٨ ص ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>