للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على قلّة من معه، فإنّهم لم يبلغوا ألفي فارس. ثم سار إلى الإسكندرية وهو يجبي الأموال في طريقه إلى أن وصلها، فاستأمن أهلها وملّكها، وولّى عليها صلاح الدين يوسف بن أخيه نجم الدين أيّوب، ورجع إلى جباية الصعيد. واجتمعت عساكر مصر والفرنج على القاهرة وأزاحوا عللهم وساروا إلى الإسكندرية وحاصروا بها صلاح الدين فسار أسد الدين إليهم من الصعيد، ثم خذله بعض من معه من التركمان بمداخلة شاور، وبعثوا له إثر ذلك في الصلح فصالحهم وردّ إليهم الإسكندريّة، ورجع إلى دمشق فدخلها آخر ذي القعدة من سنة اثنتين وستين. واستطال الفرنج على أهل مصر وشرطوا عليهم أن ينزلوا بالقاهرة وشحنة، وأن تكون أبوابها بأيديهم لئلّا تدخل عساكر نور الدين، وقرّر ضريبة يحملها كل سنة فأجابه إلى ذلك [١]

[(رجوع أسد الدين إلى مصر ومقتل شاور ووزارته)]

ثم طمع الإفرنج في مصر، واستطالوا على أهلها وملكوا بلبيس، واعتزموا على قصد القاهرة. وأمر شاور بتخريب مصر خشية عليها منهم فحرقت ونهب أهلها، ونزل الفرنج على القاهرة، وأرسل العاضد إلى نور الدين يستنجده، وخشي شاور من اتفاق العاضد ونور الدين، فداخل الفرنج في الصلح على ألفي ألف دينار مصريّة معجّلة وعشرة آلاف أردب [٢] من الزرع، وحذّرهم أمر القهر إلى ذلك وكان فيه السفير الجليس بن عبد القوي وكان الشيخ الموفّق كاتب السر وكان العاضد قد أمرهم بالرجوع إلى رأيه [٣] وقال: هو ربّ الحرمة علينا وعلى آبائنا، وأهل


[١] العبارة غير واضحة ومشوشة وفي الكامل ج ١١ ص ٣٢٧: «وأما فإنهم استقر بينهم وبين المصريين ان يكون لهم بالقاهرة شحنة، وتكون أبوابها بيد فرسانهم ليمتنع نور الدين من إنفاذ عسكر عليهم، ويكون لهم من دخل مصر كل سنة مائة ألف دينار. هذا كله استقرّ مع شاور، فإن العاضد لم يكن له معه حكم لأنه قد حجر عليه وحجبه عن الأمور كلها، وعاد الفرنج الى بلادهم بالساحل الشامي، وتركوا بمصر جماعة من مشاهير فرسانهم، وكان الكامل شجاع بن شاور قد أرسل الى نور الدين مع بعض الأمراء ينهي محبّته وولاءه، ويسأله الدخول في طاعته، وضمن على نفسه أنه يفعل هذا ويجمع الكلمة بمصر على طاعته، وبذل مالا يحمله كلّ سنة، فأجابه إلى ذلك. وحمل إليه مالا جزيلا»
[٢] اردب ج أرادب: مكيال ضخم في مصر يساوي ٢٤ صاعا (قاموس) .
[٣] هكذا بياض بالأصل وفي الكامل لابن الأثير ج ١١ ص ٣٣٧: «وأمّا القاهرة فالأغلب على أهلها الجند

<<  <  ج: ص:  >  >>