للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليّ بن أبان فهزمه أوّلا ثم كانت لعبد الرحمن الكرّة ثانيا فأثخن فيهم، ورجعوا إلى الخبيث وجاء عبد الرحمن إلى حصن نهدي [١] فعسكر به وزحف إليه عليّ بن أبان فامتنع عليه، فسار إلى إبراهيم بن سيما ببادرود فواقعه فانهزم أوّلا إبراهيم، ثم كانت له الكرّة ثانيا. وسار ابن أبان في الغياض فاضرموها عليهم نارا ففرّوا هاربين وأسر منهم جماعة وسار عبد الرحمن إلى عليّ بن أبان وجاءه المدد من الخبيث في البحر، فبينما عبد الرحمن في حربه إذ بعث عليّ جماعة من خلفه وشعر بهم، فرجع القهقرى ولم يصب منهم شيء إلا بعض السفن البحريّة. ثم راجع حرب عليّ بن أبان وفي مقدّمته طاشتمر فأوقعوا بعليّ بن أبان ولحق بالخبيث صاحب الزنج، وأقام عبد الرحمن بن مفلح وإبراهيم يتناوبان حرب الخبيث ويوقعان به، وإسحاق بن كنداجق بالبصرة يقطع عنه المدد، وهو يبعث لكل منهما طائفة يقاتلونهم، وأقاموا على ذلك سبعة عشر شهرا إلى أن صرف موسى بن بغا عن حربهم ووليها مسرور البلخي كما نذكر.

استيلاء الصفّار على فارس وطبرستان

قد تقدّم استيلاء يعقوب بن الليث الصفّار على فارس أيام المعتز من يد عليّ بن الحسين بن مقبل. ثم عادت فارس إلى الخلفاء، ووليها الحرث بن سيما، وكان بها من رجال العراق محمد بن واصل بن إبراهيم التميمي فاتفق مع أحمد بن الليث من الأكراد الذين بنواحيها ووثبوا بالحرث بن سيما فقتلوه، واستولى ابن واصل على فارس سنة ست وخمسين، وقام بدعوة المعتمد وبعث عليها المعتمد الحسن بن الفيّاض، فسار إليه يعقوب بن الليث سنة سبع وخمسين، وبلغ ذلك المعتمد فكتب إليه بالنكير، وبعث إليه الموفّق بولاية بلخ وطخارستان فملكهما وقبض على رتبيل، وبعث إلى المعتمد برسله وهداياه. ثم رجع إلى بست، واعتزم على العود إلى سجستان فعجّل بعض قوّاده الرحيل قبله، فغضب وأقام سنة ثم رجع إلى سجستان.


[١] حصن مهدي: ابن الأثير ج ٧ ص ٢٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>