للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفتح وأنشد الشعراء في ذلك وتساجلوا ولجمال الدين بن مطروح نائب دمشق أبيات في الواقعة يتداولها الناس لهذا العصر والله تعالى ولي التوفيق وهي.

قل للفرنسيس إذا جئته ... مقال صدق عن قول فصيح

آجرك الله على ما جرى ... من قتل عباد يسوع المسيح

أتيت مصرا تبتغي ملكها ... تحسب أنّ الزمر بالطبل ريح

فساقك الحين إلى أدهم ... ضاق بهم في ناظريك الفسيح

وكل أصحابك أودعتهم ... بسوء تدبيرك بطن الضريح

خمسون ألفا لا يرى منهم ... إلا قتيل أو أسير جريح

وفقك الله لأمثالها ... لعلنا من شركم نستريح

إن كان باباكم بذا راضيا ... فرب غش قد أتى من نصيح

أوصيكم خيرا به أنه ... لطف من الله إليكم أتيح

لو كان ذا رشد على زعمكم ... ما كان يستحسن هذا القبيح

فقل لهم إن أضمروا عودة ... لأخذ ثار أو لقصد قبيح

دار ابن لقمان على حالها ... والقيد باق والطواشي صبيح

والطواشي في لغة أهل المشرق هو الخصي ويسمونه الخادم أيضا والله أعلم.

[استيلاء الناصر صاحب حلب على دمشق وبيعة الترك بمصر لموسى الأشرف بن أطسز بن المسعود صاحب اليمن وتراجعهما ثم صلحهما]

ولما قتل المعظم توران شاه ونصب الأمراء بعده شجرة الدر زوجة الصالح امتعض لذلك أمراء بني أيوب بالشام وكان بدر الصوابي بالكرك والشويك ولاه الصالح عليهما وحبس عنده فتح الدين عمر بن أخيه العادل فاطلقه من محبسه وبايع له وقام بتدبير دولته جمال الدين بن يغمور بدمشق واجتمع مع الأمراء القصرية بها على استدعاء الناصر صاحب حلب وتمليكه فسار وملك دمشق واعتقل جماعة من موالي الصالح وبلغ الخبر إلى مصر فخلعوا شجرة الدر ونصبوا موسى الأشرف بن مسعود أخي الصالح بن الكامل وهو الّذي ملك أخوه أطسز واسمه يوسف باليمن بعد أبيهما مسعود وبايعوا له وأجلسوه على التخت وجعلوا أيبك أتابكه ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>