ضبارة، وقدم نصر الري فأقام بها يومين ومرض وارتحل. فلما بلغ نهاوة [١] مات لاثنى عشر من ربيع الأوّل من اسنة ودخل أصحابه همذان.
استيلاء قحطبة على الريّ
ولما مات نصر بن سيّار بعث الحسن بن قحطبة خزيمة بن حازم إلى سمنان وأقبل قحطبة من جرجان وقدم زياد بن زرارة القشيري وقد كان قدم على طاعة أبي مسلم واعتزم على اللحاق بابن ضبارة، فبعث قحطبة في أثره المسيّب بن زهير الضبيّ فهزمه، وقتل عامة من مع ابن معاوية ورجع، ولحق قحطبة ابنه الحسن إلى الريّ فخرج عنها حبيب بن يزيد النهشليّ وأهل الشام، ودخلها الحسن في صفر ثم لحق به أبوه وكتب بالخبر إلى أبي مسلم. وقد أكثر أهل الريّ إلى بني أمية فأخذ أبو مسلم أملاكهم ولم يردّها عليهم إلا السفاح بعد حين فأقام قحطبة بالريّ وكتب أبو مسلم إلى أصبهبذ طبرستان بالطاعة وأداء الخراج فأجاب، وكتب إلى المصمغان صاحب دنباوند وكبير الديلم بمثل ذلك فأفحش في الردّ.
فكتب أبو مسلم إلى موسى بن كعب أن يسير إليه من الري فسار ولم يتمكن منه لضيق بلاده وكان الديلم يقاتلونه كل يوم، فكثر فيهم الجراح والقتل، ومنعهم الميرة فأصابهم الجوع فرجع موسى إلى الري ولم يزل المصمغان متمنّعا إلى أيام المنصور فأغزاه حمّاد بن عمر في جيش كثيف، ففتح دنباوند. ولما ورد كتاب قحطبة على أبي مسلم ارتحل عن مرو ونزل نيسابور ثم سير قحطبة ابنه الحسن بعد نزوله الريّ بثلاث ليال، فسار عنها مالك بن أدهم وأهل الشام وخراسان إلى نهاوند ونزل على أربعة فراسخ من المدينة، وأمدّه قحطبة بأبي الجهم بن عطيّة مولى باهلة في سبعمائة وأقام محاصرا لها.
[استيلاء قحطبة على أصبهان ومقتل ابن ضبارة وفتح نهاوند وشهرزور]
قد تقدّم لنا أنّ ابن هبيرة بعث ابنه داود يزيد لقتال عبد الله بن معاوية بإصطخر،
[١] وفي نسخة أخرى نهاوند. وفي الكامل لابن الأثير ج ٥ ص ٣٩٦: «فلما بلغ ساوة مات» .