للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستحلفه على الطاعة، وأن لا يتعرّض للعراق. ثم خطب له ببغداد وبلقب أبيه السلطان محمد، وبعث عسكرا نحو ثلاثة آلاف واستقدم داود صاحب الحلّة فجعل له أمر الحجابة، وسار نحو الجبل في ربيع. وسار المقتفي إلى حلوان وسار إلى ملك شاه بن محمود أخي سليمان صاحب خوزستان فاستحلفه لسليمان شاه وجعله وليّ عهده، وأمدّهما بالمال والأسلحة، وساروا إلى همذان وأصبهان، وجاءهم المذكر صاحب بلاد أرّان فكثر جمعهم وبلغ خبرهم السلطان محمد بن محمود فبعث إلى قطب الدين مودود بن زنكي صاحب الموصل، ونائبة زين الدين ليستنجدهما فأجاباه، وسار للقاء سليمان شاه وأصحابه فالتقوا في جمادى، وانهزم سليمان شاه وافترقت عساكره.

وسار المذكر إلى بلاده، وسار سليمان شاه إلى بغداد وسلك على شهرزور فاعترضه زين الدين علي كوجك نائب قطب الدين بالموصل، وكان مقطع شهرزور الأمير بران من جهة زين الدين فاعترضاه وأخذاه أسيرا، وحمل زين الدين إلى الموصل فحبسه بقلعتها، وبعث إلى السلطان محمد بالخبر.

[حصار السلطان محمد بغداد]

كان السلطان محمد قد بعث إلى المقتفي في الخطبة له ببغداد فامتنع من إجابته، ثم بايع لعمّه سليمان وخطب له وكان ما قدّمناه من أمره معه. ثم سار السلطان محمد بن همذان في العساكر نحو العراق، فقدم في ذي الحجّة سنة إحدى وخمسين، وجاءته عساكر الموصل مددا من قبل قطب الدين ونائبة زين الدين، واضطربت الناس ببغداد، وأرسل المقتفي عن فضلوبواش [١] صاحب واسط فجاء عسكره. وملك مهلهل الحلّة فاهتمّ ابن هبيرة بأمر الحصار وجمع السفن تحت الناحي [٢] ، وقطع الجسر، وأجفل الناس من الجانب الغربي، ونقلت الأموال إلى حريم دار الخلافة، وفرّق المقتفي السلاح في الجند والعامّة، ومكثوا أياما يقتتلون، ومدّ السلطان جسرا على دجلة فعبر على الجانب الشرقي حتى كان القتال في الجانبين. ونفدت الأقوات في العسكر واشتدّ القتال والحصار على أهل بغداد لانقطاع الميرة والظهر [٣] من عسكر الموصل لأنّ نور


[١] هكذا بالأصل وفي الكامل ج ١١ ص ٢١٢: «واضطرب الناس ببغداد وأرسل الخليفة يجمع العساكر فأقبل خطلبرس من واسط وعصى أرغش صاحب البصرة، وأخذ واسط ... »
[٢] تحت التاج: المرجع السابق ص ٢١٣.
[٣] الظهر: الركاب التي تحمل الأثقال.

<<  <  ج: ص:  >  >>