بالشام وهم من بطون شتّى. وأمّا غسّان فإنّهم أيضا طوائف نزلوا بماء يقال له غسّان فنسبوا اليه أهـ كلام ابن حزم.
[الخبر عن بطون كهلان من القحطانية وشعوبهم واتصال بعضها مع بعض وانقضائها]
هؤلاء بنو كهلان بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان اخوة بني حمير بن سبا، وتداولوا معهم الملك أوّل أمرهم، ثم انفرد بنو حمير به وبقيت بطون بني كهلان تحت ملكتهم باليمن. ثم لما تقلص ملك حمير بقيت الرئاسة على العرب البادية لبني كهلان لما كانوا بادين لم يأخذ ترف الحضارة منهم ولا أدركهم الهرم الّذي أودى بحمير، إنّما كانوا أحياء ناجعة في البادية والرؤساء والأمراء في العرب إنّما كانوا منهم. وكان لكندة من بطونهم ملك باليمن والحجاز، ثم خرجت الأزد من شعوبهم أيضا من اليمن مع مزيقياء وافترقوا بالشام، وكان لهم ملك بالشام في بني جفنة، وملك بيثرب في الأوس والخزرج، وملك بالعراق في بني فهم. ثم خرجت لخم وطئ من شعوبهم أيضا من اليمن، وكان لهم ملك بالحيرة في آل المنذر حسبما نذكر ذلك كله.
وأمّا شعوبهم فهي كلها تسعة من زيد بن كهلان في مالك بن زيد وعريب بن زيد، فمن مالك بطون همدان وديارهم لم تزل باليمن في شرقيه، وهم بنو أوسلة، وهو همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الجبّار بن مالك بن زيد بن نوف بن همدان. ومن شعوب حاشد بنو يام بن أصغى بن مانع بن مالك بن جشم بن حاشد ومنهم طلحة بن مصرف. ولما جاء الله بالإسلام افترق كثير من همدان في ممالكه، وبقي منهم من بقي باليمن، وكانوا شيعة لعليّ كرم الله وجهه ورضي عنه عند ما شجر بين الصحابة وهو المنشد فيهم متمثلا:
فلو كانت بوّابا على باب جنة ... لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
ولم يزل التشيّع دينهم أيام الإسلام كلها، ومنهم كان علي بن محمد الصليحي من بني يام القائم بدعوة العبيديّين باليمن في حصن حرار من بني يام وهو من بطونهم وهو من بني يام من بطون حاشد، فاستولى عليه وورث ملكه لبنيه حسبما نذكره في أخبارهم.
وكانت بعد ذلك وقبله دولة بني الرسي أيام الزيدية بصعدة فكانت على يدهم