السلمي وعلى بلخ سورة بن أبجر التميمي. وبعث إلى أشرس وهو يقاتل أهل بخارى والصغد أن يبعث إليه بسرية مخافة أن يعترضه العدوّ، فبعث إليه أشرس عامر بن مالك الجابي فعرض له الترك والصغد فقاتلوهم ثم استداروا وراء معسكر الترك وحمل المسلمون عليهم من أمامهم فانهزم الترك ولحق عامر بالجنيد فأقبل معه وعلى مقدمته عمارة بن حزيم واعترضه الترك فهزمهم. وزحف اليه خاقان بنواحي سمرقند وقطن ابن قتيبة على ساقته، فهزم خاقان وأسر ابن أخيه وبعث به إلى هشام، ورجع إلى مرو ظافرا. واستعمل قطن بن قتيبة على بخارى والوليد بن القعقاع العبسيّ على هراة وحبيب بن مرّة العبسيّ على شرطته ومسلم بن عبد الرحمن الباهلي على بلخ وعليها نصر بن سيّار فبعث مسلم إلى نصر وجيء به في قميص دون سراويل، فقال شيخ مضر جئتم به على هذه الحالة؟ فعزل الجنيد مسلما عن بلخ وأوفد وفدا إلى هشام يخبر غزاته.
مقتل الجرّاح الحكمي
قد كان تقدّم لنا دخوله إلى بلاد الخزر سنة أربع ومائة وانهزامهم أمامه وأنه أثخن فيهم وملك بلنجر وردّها على صاحبها وأدركه الشتاء فأقام هنالك. وأنّ هشاما أقرّه على عمله ثم ولّاه أرمينية فدخل بلاد التركمان من ناحية تفليس سنة إحدى عشرة ففتح مدينتهم البيضاء وانصرف ظافرا. فاجتمع الخزر والترك من ناحية اللاف، وزحف إليهم الجرّاح سنة اثنتي عشرة ولقيهم بمرج أردبيل، فاقتتلوا أشدّ قتال، وتكاثر العدوّ عليه فاستشهد ومن معه وقد كان استخلف أخاه الحجّاج على أرمينية ولما قتل طمع الخزر وهم التركمان وأوغلوا في البلاد حتى قاربوا الموصل، وقيل كان قتله ببلنجر.
ولما بلغ الخبر هشاما دعا سعيد الحريشيّ فقال: بلغني أنّ الجرّاح انهزم! قال:
الجرّاح أعرف باللَّه من أن ينهزم ولكن قتل فابعثني على أربعين من دواب البريد وابعث إليّ كل يوم أربعين رجلا مددا واكتب إلى أمراء الأجناد يواسوني ففعل وسار الحريشيّ فلا يمرّ بمدينة إلا ويستنهض أهلها فيجيبه من أراد الجهاد. ووصل مدينة أزور فلقيه جماعة من أصحاب الجرّاح فردّهم معه ووصل إلى خلاط فحاصرها وفتحها وقسّم غنائمها. ثم سار عنها يفتح القلاع والحصون إلى بروعة فنزلها وابن خاقان يومئذ بأذربيجان يحاصر مدينة ورثان منها ويعيث في نواحيها، وبعث الحريشيّ إلى