للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإسفنديار أخو رستم بأهل آذربيجان، فاستخلف نعيم على همذان يزيد بن قيس الهمدانيّ وسار إليهم فاقتتلوا وانهزم الفرس وكانت واقعتها ومثل نهاوند وأعظم. وكتبوا إلى عمر بالفتح فأمر نعيما بقصد الري والمقام بها بعد فتحها. وقيل إنّ المغيرة بن شعبة أرسل من الكوفة جرير بن عبد الله إلى همذان ففتحها صلحها وغلب على أرضها، وقيل تولّاها بنفسه وجرير على مقدمته. ولما فتح جرير همذان بعث البرّاء بن عازب إلى قزوين ففتح ما قبلها، وسار إليها فاستنجدوا بالديلم فوعدوهم ثم جاء البرّاء في المسلمين فخرجوا لقتالهم والديلم وقوف على الجبل ينظرون، فيئس أهل قزوين منهم وصالحوا البرّاء على صلح أبهر قبلها. ثم غزا البرّاء الديلم وجيلان [١] .

فتح الريّ

ولما انصرف نعيم من واقعته سار إلى الري وخرج إليه أبو الفرخان من أهلها في الصلح وأبى ذلك ملكها سياوخش بن مهران بن بهرام جوبين، واستمدّ أهل دنباوند [٢] وطبرستان وقومس [٣] وجرجان فأمدّوه [٤] والتقوا مع نعيم فشغلوا به عن المدينة، وقد كان خلفهم أبو فرخان. ودخل المدينة من الليل ومعه المنذر بن عمر وأخو نعيم فلم يشعروا وهم موافقون لنعيم إلّا بالتكبير من ورائهم، فانهزموا وقتلوا وأفاء الله على المسلمين بالريّ مثل ما كان بالمدائن، وصالحه أبو الفرخان الزبيني [٥] على البلاد فلم يزل شرفهم في عقبه. وأخرب نعيم مدينتهم العتيقة وأمر ببناء أخرى. وكتب إلى عمر بالفتح وصالحه أهل دنباوند على الجزية فقبل منهم.

ولما بعث بالأخماس إلى عمر كتب إليه بإرسال أخيه سويد إلى قومس ومعه هند بن عمرو الجملي، فسار فلم يقم له أحد وأخذها سلما وعسكر بها. وكاتبه الفلّ الذين بطبرستان وبالمفاوز فصالحوه على الجزية، ثم سار إلى جرجان وعسكر فيها ببسطام وصالحه ملكها على الجزية، وتلقاه مرزبان صول قبل جرجان فكان معه حتى جبى


[١] وفي النسخة الباريسية: ومرقان التيبر والطيلسان
[٢] وفي النسخة الباريسية: ديناوند
[٣] وفي النسخة الباريسية: وقوقس.
[٤] وفي النسخة الباريسية: فأوفدوه وفي نسخة أخرى: فأمّروه.
[٥] وفي النسخة الباريسية: المرسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>