للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان أبي حمو وأشياعه، فانفضّ جمعهم وغلبوا على تلك المواطن واحتل السلطان أبو حمو وجموعه بساحة تلمسان، وأناخوا ركابهم عليها، ونازلوها ثلاثا، ثم اقتحموها في صبيحة الرابع، وخرج ابن السلطان أبي عنان الّذي كان أميرا عليها في لمّة من قومه، فنزل على صغير بن عامر أمير القوم، فأحسن تجلّته وأصحبه من عشيرته إلى حضرة أخيه [١] ، ودخل السلطان أبو حمو تلمسان لثمان خلون من الربيع الأوّل سنة ستين وسبعمائة واحتلّ منها بقصر ملكه، واقتعد أريكته، وبويع بيعة الخلافة، ورجع إلى النظر في تمهيد قواعد ملكه وإخراج بني مرين من أمصار مملكته. والله أعلم.

[(الخبر عن إجفال أبي حمو عن تلمسان أمام عساكر المغرب ثم عوده إليها)]

كان القائم بأمر المغرب بعد السلطان أبي عنّان وزيره الحسن بن عمر كافل ابنه السعيد الّذي أخذ له البيعة على الناس، فاستبدّ عليه وملك أمره، وجرى على سياسة السلطان الهالك واقتفى أثره في الممالك الدانية والقاصية في الحماية والنظر لهم وعليهم. ولما اتصل به خبر تلمسان وتغلّب أبي حمو عليها قام في ركائبه وشاور الملأ في النهوض. إليه، فأشاروا عليه بالقعود وتسريح الجنود والعساكر، فسرّح لها ابن عمّه مسعود بن رحّو بن علي بن عيسى بن ماساي بن فودود [٢] وحكمه في اختيار الرجال واستجادة السلاح وبذل الأموال واتخاذ الآلة، فزحف إلى تلمسان واتصل الخبر بالسلطان أبي حمّو وأشياعه من بني عامر، فأفرج عنها ولحق بالصحراء. ودخل الوزير مسعود بن رحّو تلمسان وخالفه السلطان أبي حمو إلى المغرب، فنزل بسيط أنكاد. وسرّح إليهم الوزير مسعود بن رحّو ابن عمه عامر بن عبد بن ماساي في عسكر من كتائبه ووجوه قومه، فأوقع بهم العرب وأبو حمّو ومن معهم واستباحوهم.

وطار الخبر إلى تلمسان واختلفت أهواء من كان بها من بني مرين، وبدا ما كان في قلوبهم من المرض لتغلّب الحسن بن عمر على سلطانهم، ودولتهم فتحيّزوا زرافات


[١] وفي نسخة ثانية: أبيه.
[٢] وفي نسخة ثانية: فردود.

<<  <  ج: ص:  >  >>