واستوزر له عبد الحق بن يوسف الورتاجني [١] فوصل الى سلا وأقام بها، ومرّ به رزوق بن توفريطت راجعا من دكالة، حين نزول السلطان على البلد الجديد، فتلطّف في استدعائه، ثم قبض عليه وبعث به لأبيه مقيّدا فأودعه السجن وقتل بعد ذلك بمحبسه. ثم بعث السلطان إلى ابنه المنتصر بولاية مراكش وأن يسير إليها. فلما وصل إلى مراكش امتنع النائب بالقصبة، فدسّ لعبد الحق وزير المنتصر أنّ النائب قد همّ بقتله، وحينئذ يمكّن المنتصر من القصبة. فأجفل بالمنتصر وصعد إلى جبل هنتاتة، وطيّر بالخبر إلى السلطان، فتغيّر لأبي ثابت وأمره أن يكاتب نائبة بتمكين ابنه من القصبة. واستوزر له سعيد بن عبدون وبعثه بالكتاب، وعزل عبد الحق عن وزارة ابنه، واستدعاه لفاس، فوصل سعيد بن عبدون إلى مراكش، ودفع إلى النائب بالقصبة كتاب مستخلفه إلى الامتثال، وأمكنه من القصبة واعتزل عنها فدخلها. وبعث عن المنتصر ابن السلطان، واستولوا عليها، وقبضوا على نائب عامر الّذي كان بها وسائر شيعته وبطانته، وامتحنوهم واستصفوهم إلى أن كان ما نذكره إن شاء الله تعالى.
[(حصار البلد الجديد وفتحها ونكبة الوزير ابن ماسي ومقتله)]
لما نزل السلطان على البلد الجديد واجتمع إليه سائر قبيلته وأوليائه وبطانته، داخل الوزير مسعودا الحنق على بني مرين لانتباذهم عنه. فأمر بقتل أبنائهم الذين استرهنوهم على الوفاء له، فلاطفه يغمراسن السالفي في المنع من ذلك، فأقصر عنه، وضيّق السلطان مخنقه بالحصار ثلاثة أشهر حتى دعا إلى النزول والطاعة، فبعث إليه ولي الدولة ونزمار بن عريف وخالصته محمد بن علّال فعقد لهم الأمان لنفسه ولمن معه على أن يستمرّ على الوزارة ويبعث بسلطانه الواثق إلى الأندلس، واستحلفهم على ذلك وخرج معهم للسلطان فدخل السلطان البلد الجديد خامس رمضان سنة تسع وثمانين وسبعمائة لثلاثة أعوام وأربعة أشهر من خلعه. ولحين دخوله قبض على الواثق
[١] وفي النسخة المصرية: عبد الحق بن الحسن بن يوسف.