إلى السّند، فلحقه هنالك عسكر من معزّ الدولة كما طلب، وأمدّه به مع وزيره أبي جعفر الصيمريّ، وقاتل الأتراك فهزمهم، وسار إلى الموصل هو والصيمريّ فدفع ابن شيرزاد إلى الصيمريّ وحمله إلى معز الدولة، وذلك سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
[(استيلاء معز الدولة على البصرة والموصل وصلحه مع ابن حمدان)]
وفي سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة انتقض أبو القاسم بن البريدي بالبصرة، فجهّز معزّ الدولة الجيش إلى واسط ولقيهم جيش ابن البريدي في الماء وعلى الظهر، فانهزموا إلى البصرة وأسروا من أعيانهم جماعة. ثم سار معزّ الدولة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة إلى البصرة ومعه المطيع كارها من قتال أبي القاسم البريدي، وسلكوا إليها البرّية وبعث القرامطة يعزلون في ذلك معزّ الدولة، فكتب يتهدّدهم. ولما قارب البصرة استأمنت إليه عساكر أبي القاسم، وهرب هو إلى القرامطة فأجاروه وملك معزّ الدولة البصرة.
ثم سار هو منها إلى الأهواز ليلقى أخاه عماد الدولة، وترك المطيع وأبا جعفر الصيمري بالبصرة، وانتقض على معزّ الدولة كوكير من أكابر الديلم، فقاتله الصيمريّ وهزمه وأسره، وحبسه معز الدولة بقلعة رامهرمز. ثم لقي أخاه معزّ الدولة بأرّجان في شعبان من السنة، وسلك في تعظيمه وإجلاله من وراء الغاية. وكان عماد الدولة يأمره بالجلوس في مجلسه فلا يفعل. ثم عاد معزّ الدولة والمطيع إلى بغداد، ونودي بالمسير إلى الموصل فتردّدت الرسل من ابن حمدان في الصلح وحمل المال. ثم سار إليه سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة في شهر رمضان واستولى على الموصل، وأراد الإثخان في بلاد ابن حمدان فجاءه الخبر عن أخيه ركن الدولة بأنّ عساكر خراسان قصدت جرجان، واضطرّ إلى الصلح. واستقرّ الصلح بينهما على أن يعطي ابن حمدان عن الموصل والجزيرة والشام ثمانية آلاف ألف درهم كل سنة، ويخطب لعماد الدولة ومعزّ الدولة في بلاده، وعاد إلى بغداد.