الحرم والحاشية وكسوتهم، فألفته نائما فلم يوقظه لها أحده. فرجعت وشكت إلى المقتدر وأمّه فقبض عليه في ذي القعدة من سنة أربع وثلاثمائة، وأعاد ابن الفرات على أن يحمل إلى بيت المال ألف دينار وخمسمائة دينار في كل يوم. وقبض على الوزير من قبله عليّ بن عيسى والخاقاني وأصحابهما، وصادرهم أبو علي بن مقلة وكان مختفيا منذ قبض على ابن الفرات فقدّمه الآن واستخلصه.
[خبر ابن أبي الساج بأذربيجان]
قد ذكرنا استقرار يوسف بن أبي الساج على أرمينية وأذربيجان منذ مهلك أخيه محمد سنة ثمان وثمانين ومائتين، وكان على الحرب والصلاة والأحكام، وكان عليه مال يؤديه. فلما ولي الخاقاني وعليّ بن عيسى الوزارة، والتأمت أمور يوسف في الاستبداد، وأخّر بعض المال واجتمع له ما يريده لذلك، وبلغته نكبة الوزير عليّ ابن عيسى، فأظهر أنّ العهد وصل إليه بولاية الريّ على يد عليّ بن عيسى. وكان حميد بن صعلوك من قوّاد ابن سامان قد بعث على الريّ وما يليها، وقاطع عليها بمال يحمله فسار إليه يوسف سنة أربع وثلاثمائة، فهرب إلى خراسان واستولى يوسف على الريّ وقزوين وزنجان، وكتب إلى الوزير ابن الفرات بالفتح ويعتذر بأنه طرد المتغلبين، ويذكر كثرة ما أنفق من ذلك، وأنه كان بأمر الوزير علي بن عيسى وعهده إليه بذلك، فأستعظم المقتدر ذلك، وسئل عليّ بن عيسى فأنكر وقال:
سلوا الكتّاب والحاشية والعهد واللواء اللذين كان يسير بهما مع بعض القوّاد والخدّام.
فكتب ابن الفرات بالنكير على يوسف، وجهّز العساكر لحربه مع خاقان المفلحيّ، ومعه أحمد بن مسرور البلخيّ، وسيما الجزريّ، ونحرير الصغير، وساروا سنة خمس وثلاثمائة فهزمهم يوسف وأسر منهم جماعة، فبعث المقتدر مؤنسا الخادم في جيش كثيف لمحاربته وعزل خاقان المفلحيّ عن أعمال الجبل، وولّاها نحريرا الصغير. وسار مؤنس واستأمن له أحمد بن عليّ أخو صعلوك فأمّنه وأكرمه، وبعث ابن أبي الساج في المقاطعة على أعمال الريّ بسبعمائة ألف دينار سوى أرزاق الجند والخدم، فأبى له المقتدر من ذلك عقوبة على ما أقدم عليه، وولّى على ذلك العمل وصيفا البكتمري، وطلب ابن أبي الساج أن يقاطعه على ما كان بيده قبل الريّ من أذربيجان وأرمينية، فأبى المقتدر إلا أن يحضر في خدمته. فلما يئس