للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخيمهم فجالوا معه ثم انهزموا وقتل مقدّمهم وخاض السلطان بعساكره بحر الفرات اليهم فأجفلوا وتركوا خيامهم بما فيها وخرج أهل البيرة فنهبوا سوادهم وأحرقوا آلات الحصار ووقف السلطان بساحتها قليلا وخلع على النائب بها [١] لحق درباري بسلطانه ابغا مفلولا فسخطه ولم يعتبه والله تعالى ولىّ التوفيق.

[غزوة سيس وتخريبها]

ثم نهض الظاهر من مصر لغزو سيس في شعبان سنة ثلاث وسبعين وانتهى الى دمشق في رمضان وسار منها وعلى مقدمته الأمير قلاون وبدر الدين ببليك الخازندار فوصلوا الى المصيصة وافتتحوها عنوة وجاء السلطان على أثرهم وسار بجميع العساكر الى سيس بعد أن كنف الحامية بالبيرة خوفا عليها من التتر وبعث حسام الدين العنتابي ومهنا بن عيسى أمير العرب بالشام للاغارة على بلاد التتر من ناحيتها وسار إلى سيس فخربها وبث السرايا في نواحيها فانتهوا الى بانياس وأذنة واكتسحوا سائر الجهات ووصل الى دربند الروم وعاد الى المصيصة في التعبية فأحرقها ثم انتهى الى انطاكية فأقام عليها حتى قسم الغنائم ثم رحل الى القصر وكان للافرنج خالصا لتبركهم برومة الّذي يسمونه البابا فافتتحه ولقيه هنالك حسام الدين العنتابي ومهنا بن عيسى راجعين من اغارتهم وراء الفرات ثم بلغه مهلك البرنس سمند بن تيمند صاحب طرابلس فبعث الظاهر بليان الدوادار ليقرّر الصلح مع بنيه فقرّره على عشرين ألف دينار وعشرين أسيرا كل سنة وحضر لذلك صاحب قبرس وكان جاء معزيا لبني البرنس ورجع الدوادار الى الظاهر فقفل الى دمشق منتصف ذي الحجة والله تعالى ينصر من شاء من عباده.

[إيقاع الظاهر بالتتر في بلاد الروم ومقتل البرواناة بمداخلته في ذلك]

كان علاء الدين البرواناة متغلبا على غياث الدين كنجسرو صاحب بلاد الروم من بني قليج ارسلان وقد غلب التتر على جميع ممالك بلاد الروم وأبقوا على كنجسرو اسم الملك في كفالة البرواناة [٢] وأقاموا أميرا من أمرائهم ومعه عسكر التتر حامية بالبلاد ويسمونه بالشحنة وكان أوّل


[١] بياض بالأصل وفي اخبار البشر ج ٤ ص ٧: ثم عاد الملك الظاهر فوصل الى الديار المصرية في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة من هذه السنة.
[٢] وفي اخبار البشر ج ٤ ص ١٠: واسم البرواناة المذكور سليمان، والبرواناة لقب وهو «الحاجب» بالعجمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>