للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ساحب بردا من العلم والتقى ... عليه ذيول الداوديّة تسحب

له صبغة في العلم جاءت بأصبغ ... وشهبان فهم لم يشمهنّ أشهب

فيا عسكرا قد ضمّ أعلام عالم ... به طاب في الدنيا لنا متقلّب

هم الفئة العلياء والمعشر الّذي ... إذا حلّ شعبا [١] فهو للحق مشعب

لك الفضل في الدنيا على كل قاطن ... ومرتحل أنّى يجيء ويذهب

ويا مالكا [٢] عدلا رضى متورّعا ... مناقبه العلياء تتلى وتكتب

شرعت من الإحسان فينا شريعة ... تساوى بهاناء ومن يتقرّب

وأسميت أهل النسك إذ كنت منهم ... فمنك أخو التقوى قريب مقرّب

وأعليت قدر العلم إذ كنت عالما ... فقيها وفي طلّابه لك مأرب

فمدحك محتوم على كلّ قائل ... ومن ذا الّذي يحصي الرمال ويحسب

فلله كم تعطي وتمطي وتجتبي ... فللبحر من كفيك قد صحّ منسب

فلا برحت كفّاك في الأرض مزنة ... يطيب بها للخلق مرعى ومشرب

ولا زلت في علياء مجدك راقيا ... وشانئك المدحوض ينكى وينكب

توافي على أقصى أمانيك آمنا ... فلا برّ يستعصى ولا يتعصّب

[الخبر عن واقعة العرب مع السلطان أبي الحسن بالقيروان وما تخللها من الأحداث]

كان هؤلاء الكعوب من بني سليم رؤساء البدو بإفريقية، وكان لهم اعتزاز على الدولة لا يعرفون غيره مذ أوّلها بل وما قبله، إذ كان سليم هؤلاء منذ تغلّب العرب من مضر على الدول والممالك أوّل الإسلام انتبذوا إلى الضواحي والقفار، وأعطوا من صدقاتهم عن عزّة، وارتاب الخلفاء بهم لذلك حتى لقد أوصى المنصور ابنه المهدي أن لا يستعين بأحد منهم كما ذكر الطبري. فلما انثالت الدولة العبّاسية واستبدّ الموالي من العجم عليهم، اعتز بنو سليم هؤلاء بالقفر من أرض نجد، وأجلبوا على الحاج بالحرمين، ونالتهم منهم معرّات، ولما انقسم ملك الإسلام بين العبّاسية والشيعة


[١] وفي نسخة ثانية: صعبا.
[٢] وفي نسخة ثانية: يا ملكا.

<<  <  ج: ص:  >  >>