للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخبر عن بني عدنان وأنسابهم وشعوبهم وما كان لهم من الدول والملك في الإسلام وأوّلية ذلك ومصايره

قد تقدّم لنا أن نسب عدنان إلى إسماعيل عليه السلام باتفاق من النسّابين، وأنّ الآباء بينه وبين إسماعيل غير معروفة، وتنقلب في غالب الأمر مخلطة مختلفة بالقلّة والكثرة في العدد حسبما ذكرناه، فأمّا نسبته إليه فصحيحة في الغالب ونسب النبيّ صلى الله عليه وسلم منها إلى عدنان صحيح باتفاق من النسّابين. وأمّا بين عدنان وإسماعيل فبين الناس فيه اختلاف كثير، فقيل من ولد نابت بن إسماعيل وهو عدنان بن أدد المقدّم ابن ناحور بن تنوخ بن يعرب بن يشجب بن نابت قاله البيهقي، وقيل من ولد قيذار ابن إسماعيل وهو عدنان بن أدد بن اليسع بن الهميسع بن سلامان بن نبت بن حمل ابن قيذار قاله الجرجاني علي بن عبد العزيز النسّابة، وقيل عدنان بن أدد بن يشجب ابن أيوب بن قيذار، ويقال إنّ قصيّ بن كلاب كان يومي شعره بالانتساب إلى قيذار.

ونقل القرطبيّ عن هشام بن محمد فيما بين عدنان وقيذار نحوا من أربعين أبا، وقال سمعت رجلا من أهل تدمر من مسلمة يهود وممن قرأ كتبهم يذكر نسب معدّ بن عدنان إلى إسماعيل من كتاب إرمياء النبي عليه السلام وهو يقرب من هذا النسب في العدد والأسماء إلّا قليلا، ولعل الخلاف إنما جاء من قبل اللغة لأنّ الأسماء ترجمت من العبرانية. ونقل القرطبي عن الزبير بن بكار بسنده إلى ابن شهاب فيما بين عدنان وقيذار قريبا من ذلك العدد، ونقل عن بعض النسّابين أنه حفظ لمعدّ بن عدنان أربعين أبا إلى إسماعيل، وأنه قابل ذلك بما عند أهل الكتاب في نفسه فوجده موافقا وإنما خالف في بعض الأسماء، قال: واستمليته فأملاه عليّ ونقله الطبريّ الى آخره.

ومن النسّابين من يعدّ بين عدنان وإسماعيل عشرين أو خمسة عشر ونحو ذلك. وفي الصحيح عن أم سلمة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: معدّ بن عدنان بن أدد بن زيد بن برا بن أعراق الثراء. قالت أم سلمة: وزيد هو الهميسع وبرا هو نبت أو نابت وأعراق الثرى هو إسماعيل، وقد تقدّم هذا أوّل الكتاب، وأنّ السهيليّ ردّ تفسير أم سلمة وقال: ليس المراد بالحديث عدّ الآباء بين معدّ وإسماعيل وإنما معناه معنى

<<  <  ج: ص:  >  >>