كان فخر الدولة بن جهير وزير القائم كما ذكرناه، ثم عزله سنة ستين وأربعمائة فلحق بنور الدولة دبيس بن مزيد بالقلوجة، وبعث القائم عن أبي يعلى والد الوزير أبي شجاع، وكان يكتب لهزارسب بن عوض صاحب الأهواز فاستقدمه ليولّيه الوزارة، فقدم ومات في طريقه، ونفع دبيس بن مزيد في فخر الدولة بن جهيّر فأعيد إلى وزارته سنة إحدى وستين في صفر.
[الخطبة بمكة]
وفي سنة اثنتين وستين خطب محمد بن أبي هاشم بمكّة للقائم وللسلطان ألب أرسلان، وأسقط خطبة العلويّ صاحب مصر وترك حيّ على خير العمل من الأذان، وبعث ابنه وافدا على السلطان بذلك فأعطاه ثلاثين ألف دينار، وخلعا نفيسة ورتّب كل سنة عشرة آلاف دينار.
[طاعة دبيس ومسلم بن قريش]
كان مسلم بن قريش منتقضا على السلطان، وكان هزارشب بن شكر بن عوض قد أغرى السلطان بدبيس بن مزيد ليأخذ بلاده فانتقض. ثم هلك هزارشب سنة اثنتين وستين بأصبهان منصرفا من وفادته على السلطان بخراسان، فوفد دبيس على السلطان ومعه مشرف الدولة مسلم بن قريش صاحب الموصل، وخرج نظام الملك لتلقّيهما وأكرمهما السلطان ورجعا إلى الطاعة.
[الخطبة العباسية بحلب واستيلاء السلطان عليها]
كان محمود بن صالح بن مراد قد استولى هو وقومه على مدينة حلب، وكانت للعلويّ صاحب مصر. فلمّا رأى إقبال دولة ألب أرسلان وقوّتها خافه على بلده فحملهم على الدخول في دعوة القائم، وخطب له على منابر حلب سنة ثلاث وستين، وكتب بذلك إلى القائم، فبعث إليه نقيب النقباء طراد بن محمد الزينبيّ بالخلع، ثم سار السلطان ألب أرسلان إلى حلب ومرّ بديار بكر فخرج إليه صاحبها ابن مروان، وخدمه بمائة ألف دينار. ومرّ بآمد فامتنعت عليه وبالرها كذلك. ثم نزل على حلب