للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خروج استادسيس [١]]

كان رجل ادّعى النبوّة في جهات خراسان فاجتمع إليه نحو ثلاثمائة ألف مقاتل من أهل هراة وباذغيس وسجستان وسار إليه الأخثم [٢] عامل مروالرّوذ في العساكر فقاتل الأخثم وعامة أصحابه، وتتابع القوّاد في لقائه فهزمهم وبعث المنصور وهو بالبرادق [٣] خازم بن خزيمة إلى المهديّ في اثني عشر ألفا فولاه المهديّ حربه فزحف إليه في عشرين ألفا وجعل على ميمنته الهيثم بن شعبة بن ظهير، وعلى ميسرته نهار بن حصن السعدي [٤] وفي مقدمته بكّار بن مسلم العقيليّ، ودفع لواءه للزّبرقان. ثم راوغهم في المزاحفة وجاء إلى موضع فخندق عليه وجعل له أربعة أبواب، وأتى أصحاب أستادسيس بالفئوس والمواعيل ليطموا الخندق فبدءوا بالباب الّذي يلي بكّار بن مسلم فقاتلهم بكّار وأصحابه حتى ردّوهم عن بابهم فأقبلوا على باب خازم وتقدّم منهم الحريش من أهل سجستان فأمر خازم الهيثم بن شعبة أن يخرج من باب بكّار ويأتي العدوّ من خلفهم وكانوا متوقعين قدوم أبي عون وعمر بن مسلم بن قتيبة وخرج خازم على الحريش واشتدّ قتاله معهم. وبدت أعلام الهيثم من ورائهم فكبّر أهل العسكر وحملوا عليهم فكشفوهم ولقيهم أصحاب الهيثم فاستمرّ فيهم القتل فقتل سبعون ألفا وأسر أربعة عشر، وتحصّن أستادسيس على حكم أبي عون فحكم بأن يوثق هو وبنوه ويعتق الباقون، وكتب إلى المهدي بذلك فكتب المهديّ إلى المنصور ويقال إنّ أستادسيس أبو مراجل أمّ المأمون وابنه غالب خال المأمون الّذي قتل الفضل بن سهل.

[ولاية هشام بن عمر الثعلبي على السند]

كان على السّند أيام المنصور عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صفرة ويلقب مرامي ألف رجل [٥] ولما كان من أمر المهديّ ما قدّمناه بعث ابنه عبد الله


[١] استاذسيس: ابن الأثير ج ٥ ص ٥٩١.
[٢] الاجشم: ابن الأثير ج ٥ ص ٥٩١.
[٣] الراذان: ابن الأثير ج ٥ ص ٥٩١.
[٤] نهار بن حصين السعدي: ابن الأثير ج ٥ ص ٥٩١.
[٥] هزارمرد (يعني ألف رجل) ابن الأثير ج ٥ ص ٥٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>