للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالزيادة. وكان تاريخ الكتب سنة خمس وستمائة فاستمر أبو محمد على شأنه وترادفت الوقائع بينه وبين يحيى الميورقي كما نذكره إن شاء الله تعالى.

[(وقيعة تاهرت وما كان من أبي محمد في تلافيها واستنفاذ غنائمها)]

كان يحيى بن غانية لما أفلت من وقيعة أشير [١] بدا له ليقصدنّ بلاد زناتة بنواحي تلمسان، وقارن ذلك وصول الشيخ أبي عمران بن موسى بن يوسف بن عبد المؤمن واليا عليها من مراكش، وخروجه إلى بلاد زناتة لتمهيد أنحائهم وجباية مغارمهم.

وكتب إليه الشيخ أبو محمد نذيرا بشأنه، وأن لا يعرض له وأنه في اتباعه فأبى من ذلك، وارتحل إلى تاهرت وصبحه بها ابن غانية فانفضّ معسكره. وفرّت زناتة إلى حصن بها، وقتل السيد أبو عمران. واستبيحت تاهرت، فكان آخر العهد بعمرانها، وامتلأت أيديهم من الغنائم والسبي، وانقلبوا إلى إفريقية فاعترضه الشيخ أبو محمد في موضع [٢] فأوقع بهم واستنفذ الأسرى من أيديهم، واكتسح سائر مغانمهم، وقتل فيها كثير من الملثّمين ولحق فلّهم بناحية طرابلس إلى أن كان من أمرهم ما نذكره إن شاء الله تعالى.

[(واقعة نفوسة ومهلك العرب والملثمين بها)]

كان ابن غانية بعد واقعة أشير واستنفاذ [٣] أبي محمد تاهرت من يده خلص إلى جهة طرابلس، وتلاحق به فلّ الملثّمين وأولياؤه من العرب. وكان المجلي معه في مواقف الزواودة [٤] من رياح، وكبيرهم محمد بن مسعود فتدامروا واعتزموا على معاودة الحرب، وتعاقدوا على الثبات والصبر، وانطلقوا يستألفون الأعراب من كل ناحية،


[١] وفي نسخة أخرى: شبرو.
[٢] بياض بالأصل ولم نستطع تحديد المكان في المراجع التي بين أيدينا
[٣] وفي نسخة أخرى: واستفتاح.
[٤] وفي نسخة أخرى: في مواقفة الدواودة.

<<  <  ج: ص:  >  >>