ويلقب سعيد خدينة. دخل عليه بعض العرب بخراسان وعليه ثياب مصبغة وحوله مرافق مصبغة، وسئل عنه لما خرج فقال: خدينة وهي الدهقانة ربة البيت. ولمّا ولّاه على خراسان سار إليها فاستعمل شعبة بن ظهير النهشليّ على سمرقند فسار إليها وقدم الصغد وكان أهلها كفروا أيام عبد الرحمن بن نعيم، ثم عادوا إلى الصلح فوبّخ ساكنها من العرب وغيرهم بالجبن فاعتذروا بأمر أميرهم عليّ بن حبيب العبديّ. ثم حبس سعيد عمّال عبد الرحمن بن عبد الله وأطلقهم، ثم حبس عمّال يزيد بن المهلب رفع لهم أنهم اختانوا الأموال فعذبهم فمات بعضهم في العذاب وبقي بعضهم بالسجن حتى غزاهم الترك والصغد فأطلقهم.
[العهد لهشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد]
لما بعث يزيد بن عبد الملك الجيوش إلى يزيد بن المهلب مع مسلمة أخيه والعبّاس بن أخيه الوليد قال له العباس: إنا نخاف أن يرجف أهل العراق بموتك ويبث [١] ذلك في أعضادنا وأشار عليه بالعهد لعبد العزيز أخيه بن الوليد وبلغ ذلك مسلمة فجاءه وقال: أخوك أحق فإنّ ابنك لم يبلغ وأشار عليه بأخيه هشام وابنه الوليد من بعده.
والوليد ابن إحدى عشرة سنة فبايع لهما كذلك ثم بلغ ابنه الوليد فكان إذا رآه يقول الله بيني وبين من قدّم هشاما عليك.
[غزوة الترك]
لما ولي سعيد خراسان استضعفه الناس وسمّوه خدينة واستعمل شعبة على سمرقند ثم عزله كما مرّ وولّى مكانه عثمان بن عبد الله بن مطرف بن الشخّير فطمعت الترك، وبعثهم خاقان إلى الصغد، وعلى الترك كورصول وأقبلوا حتى نزلوا قصر الباهليّ وفيه مائة أهل بيت بذراريهم. وكتبوا إلى عثمان بسمرقند وخافوا أن يبطئ المدد، فصالحوا الترك على أربعين ألفا وأعطوهم سبعة عشر رجلا رهينة. وندب عثمان الناس فانتدب المسيّب بن بشر الرياحيّ ومعه أربعة آلاف من سائر القبائل.
فقال لهم المسيّب: من أراد الغزو والصبر على الموت فليتقدّم فرجع عنه ألف، وقالها بعد فرسخ فرجع ألف آخر، ثم أعادها ثالثة بعد فرسخ فاعتزله ألف. وسار حتى كان
[١] بث الخبر اي أذاعه ونشره وليس لها معنى هنا. ولعلها يفت من اعضادنا اي يوهن فوقنا.