وسيّر عباس بن أبي الفتوح بن يحيى بن تميم بن المعزّ بن باديس الصّنهاجيّ في عسكر وهو ربيب العادل، إلى ابن مصّال، فظفر به وقتله، وعاد الى القاهرة واستقرّ العادل وتمكّن، ولم يكن للخليفة معه حكم. واما سبب وصول عباس الى مصر فإن جدّه يحيى أخرج أباه أبا الفتوح من المهدية، فلمّا توفي يحيى وولي بعده بلاد إفريقية ابنه عليّ بن يحيى بن تميم بن يحيى صاحب إفريقية، أخرج أخاه ابا الفتوح بن يحيى والد عبّاس من افريقية سنة تسع وخمسمائة، فسار إلى الديار المصريّة ومعه زوجته بلّارة ابنة القاسم بن تميم بن المعزّ بن باديس، وولده عبّاس هذا وهو صغير يرضع، ونزل ابو الفتوح بالإسكندرية فأكرم وأقام بها مدة يسيرة، وتوفي وتزوّجته بعده امرأته بلّارة بالعادل بن السلار. وشبّ العباس وتقدّم عند الحافظ حتى ولي الوزارة بعد العادل، فإن العادل قتل في المحرّم سنة ثمان وأربعين وخمسمائة. قيل: وضع عليه عبّاس من قتله، فلما قتل ولي الوزارة بعده وتمكّن فيها، وكان جلدا حازما» . من المقارنة بين ما ورد عند ابن الأثير وما ورد في تاريخ ابن خلدون نرى انه سقطت بعض السطور ربما أثناء النسخ أو ان الناسخ نسيها سهوا.