للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمسك ما لا يحصى. حتى لقد كان من ذخائره دكة عاج وأبنوس محلّاة بالفضة عليها عرم [١] مثمن من العنبر زنته ألف رطل، وعلى العرم مثل طائر من الذهب برجلين مرجانا ومنقار زمرذا [٢] وعينان ياقوتتان كان ينصبها في بيته ويضوع عرفها فيعم القصر وصارت إلى صلاح الدين.

[(ولاية ابن البطائحي)]

قال ابن الأثير كان أبوه من جواسيس الأفضل بالعراق، ومات لم يخلّف شيئا. ثم ماتت أمه وتركته معلّقا، فتعلّم البناء أوّلا ثم صار يحمل الأمتعة بالأسواق، ويدخل بها على الأفضل فخفّ عليه واستخدمه مع الفرّاشين، وتقدّم عنده واستحجبه، ولما قتل الأفضل ولّاه الآمر مكانه وكان يعرف بابن فاتت وابن القائد فدعاه الآمر جلال الإسلام، ثم خلع عليه بعد سنتين من ولايته للوزارة ولقّبه المأمون، فجرى على سنن الأفضل في الاستبداد ونكر ذلك الآمر وتنكّر له، واستوحش المأمون وكان له أخ يلقّب المؤتمن فاستأذن الآمر في بعثه إلى الإسكندريّة لحمايتها ليكون له ردءا لك فأذن له، وسار معه القوّاد وفيهم عليّ بن السلار وتاج الملوك قائمين، وسنا الملك الجمل ودريّ الحروب وأمثالهم، وأقام المأمون على استيحاش من الآمر وكثرت السعاية فيه وأنه يدّعي أنه ولد نزار من جارية خرجت من القصر حاملا به، وأنه بعث ابن نجيب الدولة إلى اليمن يدعو له، فبعث الآمر إلى اليمن في استكشاف ذلك.

[(مقتل البطائحي)]

ولما كثرت السعاية فيه عند الآمر وتوغّر صدره عليه، كتب إلى القوّاد الذين كانوا مع أخيه بثغر الإسكندرية بالوصول إلى دار الخلافة [٣] فهمّ لذلك علي بن


[١] مكان عرم: مكان مرتفع.
[٢] وهو الزمرد وهنا وردت الكلمة بالعامية.
[٣] هكذا بياض بالأصل وفي الكامل لابن الأثير ج ١٠ ص ٦٢٩ «وأما سبب قتله- المأمون البطائحي- فإنه كان قد أرسل الأمير جعفرا أخا الآمر ليقتل الآمر ويجعله خليفة، وتقررت القاعدة بينهما على ذلك،-

<<  <  ج: ص:  >  >>