للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به إلى داره في يوم مشهود، وأجلسه على السرير وأمر الناس أن يحيّوه بتحية الملك.

وكان في قوّاد عماد الدولة جماعة أكابر لا يستكينون لعماد الدولة فضلا عن عضد الدولة مكانه بفارس، واختلف عليه أصحابه، فجاء إليه ركن الدولة أبوه من الريّ بعد أن استخلف عليها علي بن كتامة، وكتب معزّ الدولة إلى وزيره الصيمريّ بأن يترك محاربة ابن شاهين ويسير إلى شيراز مددا لعضد الدولة. وأقام ركن الدولة في شيراز تسعة أشهر، وبعث إلى أخيه معزّ الدولة بهدية من الأموال والسلاح، وكان عماد الدولة هو أمير الأمراء وإنما كان معزّ الدولة نائبا عنه في كفالة الأموال وولاية أعمال العراق، فلما مات عماد الدولة وانقلبت إمرة الأمراء إلى ركن الدولة. وبقي معزّ الدولة نائبا عنه كما كان عن عماد الدولة لأنه كان أصغر منهما.

[(وفاة الصيمري ووزارة المهلبي)]

كان أبو جعفر أحمد الصيمري وزير معز الدولة قد عاد من فارس إلى أعمال الجامدة، وأقام يحاصر عمران بن شاهين إلى أن هلك منتصف تسع وثلاثين وثلاثمائة وكان يستخلف بحضرة معزّ الدولة في وزارته أبا محمد الحسن بن محمد المهلبيّ، فباشره معزّ الدولة وعرف كفايته واضطلاعه، فاستوزره مكان الصيمريّ فحسن أثره في جمع الأموال وكشف الظلامات وتقريب أهل العلم والأدب والإحسان إليهم.

[(مسير عساكر ابن سامان إلى الري ورجوعها)]

لما سار ركن الدولة إلى بلاد فارس بعث الأمير نوح بن سامان إلى منصور بن قراتكين صاحب جيوشه بخراسان أن يسير إلى الريّ، فسار إليها سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وكان بها عليّ بن كتامة خليفة ركن الدولة، ففارقها إلى أصفهان وملك منصور الري، وبث العساكر في البلاد فملكوا الجيل إلى قرميس، واستولوا على همذان، وبعث ركن الدولة من فارس إلى أخيه معزّ الدولة بإنفاذ العساكر إلى مدافعتهم، فبعث سبكتكين الحاجب في جيش كثيف من الديلم وغيرهم، فكبسهم وأسر

<<  <  ج: ص:  >  >>