للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى خالد بن الوليد أن يستخلف على العراق المثنى بن حارثة ويلحق بهم وأمّره على جند الشام.

[بعوث الشام]

ولما استمدّ المسلمون أبا بكر بعث إليهم خالد بن الوليد من العراق واستحثّه في السير إليهم، فنفّذ خالد لذلك ووافى المسلمين مكانهم عند ما وافى ماهان والروم أيضا.

وولّى خالد قباله وولى الأمراء قبل الآخرين إزاءهم فهزم ماهان، وتتابع الروم على الهزيمة وكانوا مائتين وأربعين ألفا وتقسموا بين القتل والغرق [١] في الواقوصة والهويّ في الخندق، وقتل صناديد الروم وفرسانهم، وقتل تدارق أخو هرقل، وانتهت الهزيمة إلى هرقل وهو دون حمص فارتحل وأخلد [٢] إلى ما وراءها لتكون بينه وبين المسلمين وأصرّ [٣] عليها وعلى دمشق. ويقال إنّ المسلمين كانوا يومئذ ستة وأربعين ألفا: سبعة وعشرين منها مع الأمراء، وثلاثة آلاف من إمداد أهل العراق مع خالد بن الوليد، وستة آلاف ثبتوا مع عكرمة رداء بعد خالد بن سعيد. وأن خالد بن سعيد سماهم [٤] كراديس ستة وثلاثين كردوسا لما رأى الروم تعبّوا كراديس، وكان كل كردوس ألفا وكان ذلك في شهر جمادى، وأن أبا سفيان بن حرب أبلى يومئذ بلاء حسنا بسعيه وتحريضه.

قالوا وبينما الناس في القتال قدم البريد من المدينة بموت أبي بكر وولاية عمر، فأسرّه إلى خالد وكتمه عن الناس. ثم خرج جرجه من أمراء الروم فطلب خالدا وسأله عن أمره وأمر الإسلام، فوعظه خالد فاستبصر وأسلم وكانت وهنا على الروم. ثم زحف خالد بجماعة من المسلمين فيهم جرجه فقتل من يومه، واستشهد عكرمة بن أبي جهل وابنه عمرو، وأصيبت عين أبي سفيان، واستشهد سلمة بن هشام وعمرو وأبان ابنا سعيد وهشام بن العاص وهبار [٥] بن سفيان والطفيل بن عمرو، وأثبت


[١] وفي نسخة أخرى: الطرق.
[٢] وفي نسخة اخرى: وأجاز.
[٣] وفي نسخة أخرى: وأمّر.
[٤] وفي نسخة أخرى: عبأهم.
[٥] وفي نسخة أخرى: سيّار.

<<  <  ج: ص:  >  >>