للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم عدّ بعد روملّس خمسة من الملوك اغتصب خامسهم رجلا في زوجه فقتلت نفسها، وقتله زوجها في الهيكل. وأجمع أهل رومة أن لا يولّوا عليهم ملكا وقدّموا شيوخا ثلاثمائة وعشرين يدبّرون ملكهم، فاستقام أمرهم كما يجب، إلى أن تغلّب قيصر وسمّى نفسه ملكا، فصاروا من بعده يسمّون ملوكا انتهى كلام ابن كريون.

وهو مناقض لما قاله هروشيوش، فإنه زعم أنّ بناء رومة كان لعهد داود عليه السلام، وهروشيوش قال: إنه كان لعهد حزقيّا رابع عشر ملوك بني يهوذا من لدن داود عليه السلم، وبين المدّتين تفاوت، وخبر هروشيوش مقدّم لأن واضعيه مسلمان كانا يترجمان لخلفاء الإسلام بقرطبة وهما معروفان ووضعا الكتاب. فاللَّه أعلم بحقيقة الأمر في ذلك.

[الخبر عن فتنة الكيتم مع أهل إفريقية وتخريب قرطاجنة ثم بناؤها على الكيتم وهم اللطينيون]

كان بناء قرطاجنة هذه قبل بناء رومة باثنتين وسبعين سنة، قال هرشيوش: على يدي ديدن بن أليثا من نسل عيصو بن إسحاق. وكان بها أمير يسمّى ملكون وهو الّذي بعث إلى الإسكندر بطاعته عند استيلائه على طرسوس، ثم صار ملك إفريقية إلى أملقا من ملوكهم فافتتح صقلّيّة وهاجت الحرب بينه وبين الرومانيين وأهل الاسكندرية بسبب أهل سردانيّة [١] وذلك لخمسين سنة من بناء رومة، ثم وقعت السلم بينهم وهي السلم التي وفد فيها عتّون من ملوك إفريقية على أنطريطش ملك مقدونية وإسكندرية وهو ملك الروم الأعظم. ثم ولى بقرطاجنّة أملقا ابنه أنبيل فأجاز إلى بلاد الإفرنج وغلبهم على بلادهم، وزحف إليه قواد رومة فوالى عليهم الهزائم وبعث أخاه أشدربال [٢] إلى الأندلس فملكها، وخالفه قوّاد الرومانيين إلى إفريقية بعد أن ملكوا من حصون صقلّيّة أربعين أو نحوها، ثم أجازوا إلى إفريقية فملكوها وقتلوا غشّول خليفة أنبيل فيها وافتتحوا مدينة جردا. وخرج آخرون من قوّاد رومة إلى الأندلس فهزموا أشدربال واتّبعوه إلى أن قتلوه. وفّر أخوه أنبيل عن بلادهم بعد ثلاث عشرة


[١] وهي جزيرة سردينية.
[٢] وفي نسخة اخرى: اشدريال.

<<  <  ج: ص:  >  >>