لما ملك وشمكير جرجان من يد الحسن بن القيرزان سار إلى ركن الدولة بن بويه، وأقام عنده بالريّ ثم سار سنة ست وثلاثين وثلاثمائة إلى بلاد وشمكير ولقيهم فهزموه وملك ركن الدولة طبرستان، وسار منها إلى جرجان، واستأمن إليه قوّاد وشمكير وولّى الحسن بن القيرزان على جرجان ورجع إلى الريّ، وسار وشمكير إلى خراسان مستنجدا بابن سامان، فأمر منصور بن قراتكين صاحب خراسان أن يستوفد العساكر لإنجاده فسار معه، وكان مصطنعا عليه، وكتب وشمكير إلى ابن سامان يشكو من ابن قراتكين، ثم كتب الأمير نوح إلى أبي عليّ بن محتاج أن يسير معه إلى الريّ فسار معه وقاتلوا ركن الدولة فلم يظفروا به حتى صالحهم كما تقدّم، ورجع إلى وشمكير فانهزم أمامه إلى أسفراين، وملك ابن بويه طبرستان وحاصر سارية وملكها، ولحق وشمكير بجرجان وسار [١] إلى جرجان في طلب وشمكير إلى بلد الجيل واستولى ابن بويه عليها.
[(وفاة وشمكير وولاية ابنه بهستون)]
لما غلب بنو بويه على كرمان من يد أبي عليّ بن إلياس لحق وشمكير بالأمير منصور بن نوح ببخارى مستنصرا به، وأطمعه في ممالك بني بويه. وأسرّ إليه أنّ قوّاده بخراسان لا يناصحونه في شأنه فكتب إلى أبي الحسن محمد بن إبراهيم بن سيجور صاحب خراسان بالمسير إلى الريّ بطاعة وشمكير والتصرّف عن رأيه، واستعدّ ركن الدولة للقائهم واستنجد ابنه عضد الدولة وخالفهم إلى خراسان وبلغهم الخبر فتوقّفوا بالدّامغان يستطلعون الأخبار. وركب وشمكير للصيد فاعترضه خنزير فرماه بحربة من يده فحمل عليه الخنزير فشبّ الفرس وسقط وشمكير إلى الأرض ومات من سقطته
[١] الضمير المستتر يعود الى ابن بويه وليس الى وشمكير حسب الظاهر.