للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكاتب مؤيد الدولة فائقا الخاصة من قوّاد خراسان واستماله فوعده أن ينهزم بمن معه يوم اللقاء.

وخرج مؤيد الدولة فقاتلهم وانهزم فائق بمن معه كما وعد، ووقف حسام الدولة وفخر الدولة قليلا، ثم اتبعوه منهزمين إلى خراسان. ثم استدعى تاش لتدبير الدولة ببخارى بعد قتل الوزير العتبي، فسار إليه سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة مؤيد الدولة وكان من خبر وفاته ما قدّمناه. ووقعت الفتنة بين تاش وابن سيجور وانهزم تاش إلى جرجان وقابله، فخر الدولة من الكرامة والنصرة بما لم يعهد مثله حسبما مرّ في أخبارهم. ولما ملك فخر الدولة جرجان وطبرستان والريّ اعتزم على ردّ جرجان وطبرستان إلى قابوس رغبا لما كان بينهما بدار الغربة، وأنه الّذي جرّ على قابوس الخروج عن ملكه فشاور عن ذلك وزيره الصاحب بن عبّاد فلم يوافقه، وبقي مقيما بخراسان، وأنجده بنو سامان بالعساكر المرّة بعد المرّة فلم يقدر له الظفر حتى كان استيلاء سبكتكين.

(عود قابوس الى جرجان وطبرستان)

ولما ولي سبكتكين خراسان وعد قابوس بردّه إلى ملكه جرجان وطبرستان. ثم مضى إلى بلخ فمات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فأقام قابوس إلى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة فبعث الأصبهبذ إلى جبل شهريار وعليه رستم بن المرزبان خال مجد الدولة. وجمع له فقاتله وانهزم رستم واستولى أصبهبذ على الجيل. وخطب فيه لشمس المعالي قابوس. وكان نائب ابن سعيد بناحية الاستنداويه وكان يميل إلى شمس المعالي فسار إلى آمد وطرد عنها عسكر مجد الدولة واستولى عليها، وخطب فيها القابوس وكتب إليه بذلك. ثم كتب أهل جرجان إلى قابوس يستدعونه فسار إليهم من نيسابور، وسار أصبهبذ، وباتي بن سعيد إليها من مكانهما فخرج إليهما عساكر جرجان فقاتلوهما فانهزم العسكر، ورجعوا إلى جرجان فلقوا مقدّمة قابوس عندها فانهزموا ثانية إلى الريّ.

ودخل شمس المعالي قابوس جرجان في شعبان سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وجاءت العساكر من الريّ لحصاره فأقاموا ودخل فصل الشتاء وتوالت عليهم الامطار وعدمت الأقوات فارتحلوا وتبعهم قابوس وقاتلهم فهزمهم وأسر جماعة من أعيانهم. وملك ما بين جرجان وأستراباذ. ثم أنّ الأصبهبذ حدّث نفسه بالملك، واغترّ بما اجتمع له من

<<  <  ج: ص:  >  >>